الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ رَؤُوفٌ بِٱلْعِبَادِ }

{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَه } يشتريها من النار، أو يبيعها بالجنة، وذلك بأن يجاهد فى سبيل الله، أو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، حتى يقتل، أو يشترى دينه بماله يجعله وقاية لسلامة دينه، أو يفعل ما يموت به شهيداً ويقبل ما يوجب له الجنة ويعصمه عن النار، ولو لم يمت كالصلاة والزكاة والصوم والحج وقراءة القرآن، والجهاد والأمر والنهى، روى أن عمر سمع رجلا يقرأ هذه الآية فقال إنَّ للّهِ وإنا إليْهِ راجِعُون، قام رجل فأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر فقتل وأخرج الترمذى عن أبى سعيد وقال، حديث حسن غريب، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر " وروى ابن ماجه عن أبى سعيد وأبى أمامة وروى أحمد والطبرانى فى كبيره، والبيهقى فى شعبه، عن أبى أمامة وأحمد والنسائى، والبيهقى فى شعبه عن طارق بن شهاب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر " وروى أبو نعيم عن على عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " الجهاد أربع الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، والصدق فى مواطن الصبر، وشنآن الفسق " وكان على إذا قرأ هذه الآية يقول اقتتلا ورب الكعبة قيل نزلت الآية فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، يقوم فيأمر بتقوى الله، فإذا لم يقبل المأمور وأخذته العزة بالإثم قام الآخر فقال وأنا أشرى نفسى لله، فقاتله طلبا لمرضاة الله كما قال عز وعلا. { ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّهِ } أى طلبا لرضاه، وعن الحسن أتدرون فيمن نزلت هذه الآية؟ نزلت فى المسلم يلقى الكافر فيقول له قل لا إله إلا الله فيأبى أن يقولها، فيقول المسلم والله لأشرين نفسى لله، فتقدم فقاتل وحده حتى قتل، وقال سعيد بن المسيب، وعطاء " أقبل صهيب مهاجراً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه نفر من مشركى قريش، فنزل عن راحلته وأخرج ما كان فى كنانته فقال والله لا تصلون إلىَّ أو أرمى بكل سهم معى، ثم أضرب بسيفى ما بقى فى يدى، وإن شئتم دللتكم على مال دفنته بمكة وخليتم سبيلى؟ قالوا نعم. ففعل، فلما قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزلت الآية { ومِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابتغاءَ مرضات الله } إلى آخرها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رَبِحَ البْيَعْ أبا يحيى " وتلا عليه هذه الآية، وكذا قال أكثر المفسرين نزلت فى صهيب وهو صهيب بن سنان الرومى، قال صلى الله عليه وسلم " سابق الروم يوم القيامة صهيب وهو عربى "

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8