الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

{ شَهْر رَمضَانَ } خبر لمحذوف، أى عن شهر رمضان، أى الأيام المعدودات، أو الأيام المعدودات شهر رمضان، أو بدل من الصيام على حذف مضاف، أى كتب عليكم الصيام صيام شهر رمضان. والذى نعت، أو شهر مبتدأ خبره الذى، وقرئ بالنصب على أنه مفعول لمحذوف أى صوموا شهر رمضان، أو مفعول لتصوموا فى قولهوأنْ تَصُوموا خير } ولكن يلزم عليه الإخبار عن المصدر المنسبك من أن والفعل قبل مجئ معموله وهو كالموصول الاسمى، والموصول الاسمى لا يخبر عنهُ قبل تمام صلته، أو بدل من أيام معدودات، وكذا يلزم لو جعلناه ظرفا لتطوع، ويجوز أن يكون مفعولا أو لا لتعلمون، وهدًى مفعولا ثانيا، وسمى الشهر شهراً لشهرته، وسمى باسم الهلال، لأنه يتبين به ولكن سمى الهلال شهراً لشهرته، ويقال شهر الشئ إذا ظهر، وشهرته أظهرته يتعدى ويلزم، ورمضان فى الأصل مصدر رمض إذا احترق، فهو فى الأصل مصدر مصروف يقبل التعريف بأل وغيره، ويقال الرماض أى الاحتراق، ورمض رمضانا احترق احتراقاً، وأعجبنى رمضان الكفار أى احتراقهم ثم جعل علماً لهذا الشهر، فمنع للعلمية وزيادة الألف والنون، وإضافة الشهر إليه إضافة عام لخاص بيانية، أى شهر هو رمضان، فليس شهر من جملة العلم كعبد الله علما فى هذه الوجوه، ويحتمل أن يكون شهر رمضان علما مركبا من متضايفين كعبد الله، فالعلمية تحصلت بالجزأين، وإذا تحصلت بالجزأين كان منها نصيب للجزء الثانى فيجمع فيمنع الصرف إذا انضمت إليها علة أخرى تمنع معها، كزيادة الألف والنون وتاء التأنيث نحو أبى هريرة وأبى مسألة، وليس الجزء الثانى قبل ذلك علما مستقلا، ولا سيما لو كانه ومن ذلك ابن داية للغراب، وداية اسم لموضع القتب من البعير، لأنه ينقر فيه، والوجه الأول عندى أحسن، أوجب كثير الوجه الثانى حتى زعموا إن قوله صلى الله عليه وسلم " من صام رمضان " على حذف مضاف، أى شهر رمضان للعلم به، وساغ حذف جزء العلم لأنهم أجروا مثل هذا العلم مجرى المضاف إليه، وهذا كما يحذف الجزء الثانى من سعد الدين لقبا للتفتزانى، فيقال السعد بإدخال ال للمح الأصل، وكما يقال فى قطر الندى القطر، وفى شذور الذهب الشذور، وزعم التفتزانى المذكور أنهم أطبقوا على أن العلم فى ثلاثة أشهر هو مجموع المضاف إليه، أى شهر رمضان، وشهر ربيع الأول، وشهر ربيع الآخر، وسمى شهر رمضان لارتماضهم فيه من حر الجوع والعطش، أى احتراقهم أو لارتماض الذنوب فيه، روى محمد بن منصور السمعانى، وأبو زكريا يحى بن مندة فى أماليهما، عن أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنما سمى رمضان لأنه يرمض الذنوب "

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8 9