الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ ٱلأَرْضُ وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ هَدّاً }

{ تَكَادُ السَّمَٰوَاتُ يَتْفَطّرْنَ } يتشققن. { مِنْهُ } مرة بعد أخرى. وقرأ غير نافع والكسائى بالفوقية فى يكاد، وكذا فى الشورى. وقرأ أبو عمرو وابن عامر وحمزة وأبو بكر ويعقوب يتفطرن بالنون ساكنة وكسر الطاء والأول أبلغ لدلالته على التكرر ولأن أصل التفعل التكلف فهن يكدن أن لا يتركن شيئاً من الانشقاق إلا تشققنه. وقرأ ابن مسعود يتصدعن. { وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ } كما تكاد السماء تتفطر. وقيل المعنى تنخسف بهم. { وَتَخِرُّ } تقع. { الْجِبَالُ هَدّاً } انهداما مفعول لأجله لتخر، ويصح مفعولا مطلقا. ويصح حالا أى ذات هد، أو مهدودة أو متهدمة. وعن الباجى عن ابن مسعود أن الجبل يقول للجبل يا فلان هل مر بك اليوم ذاكر لله. فإن قال نعم سُرَّ به. ثم قرأ عبد الله { وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا } - إلى - { ولدا } قال أترونها تسمع الزور ولا تسمع الخير! والباجى هذا قطب بالأندلس. وقد روى عن أنس مثل ما روى عن ابن مسعود ذلك لا يقال من جهة الرأى. وعن جعفر بن زيد عن أنس ما من صباح إلا تنادى بقاع الأرض بعضها بعضاً أى جارتى هل مَرَّ بكِ اليوم عبد يصلى أو يذكر الله؟ فمن قائلة لا ومِن قائلة نعم. فإذا قالت نعم رأت لها بذلك فضلا. قال محمد بن كعب كاد أعداء الله أن يقيموا علينا الساعة. وعن كعب غضبت الملائكة وسُعِّرت جهنم حين قالوا ما قالوا. قال ابن عباس فزعت الملائكة والأرض والجبال وجميع الخلائق إلا الثقلين وكادت تزول. والمعنى أن الله سبحانه يقول كدت أفطّر السماوات وأشقِّق الأرض وأخرّ الجبال غضبا على من قال ذلك، لكنى حليم لا أعجل بالعقوبة كما قالإن الله يمسك السمٰوات } - إلى -حليما غفوراً } والمعنى إنه عَظَّم القول وهوَّلَه وصوَّر أثره فى الدين وهدمه لأركانه وقواعده حتى إنه لعظمه لو صور بصورة محسوسة لم تحملها هذه الأجرام العظام وتفتَّتت. وقيل معنى خرور الجبال انطباقها عليهم.