الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ لاَّ يَمْلِكُونَ ٱلشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً }

{ لاَ يَمْلِكُونَ } الضمير للعباد ودل عليه ذكر المتقين والمؤمنين. { الشَّفَاعَةَ إلاّ مَنِ اتّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً } شهادة أن لا إله إلا الله، والعمل الصالح. ومن بدل، أو منصوب المحل على الاستثناء. وأجاز الزمخشرى كون واو يملكون علامة للجمع. ومن فاعل، وهى جمع فى المعنى. قلت وهو ضعيف لأنه بمنزلة قرن الفعل فى التفريغ بالتاء مثل ما قامت هند. ويجوز كون المعنى إلا من أخذ من الله إذنا فيها كقولهلا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن } كقولك عهد الأمير إلىَّ بكذا إذا أمرنى به. ويجوز كون مَن مفعولا به على حذف مضاف، أى إلا شفاعة من اتخذ. وقيل الضمير للمجرمين، أى لا يملكون أن يشفع أحد فيهم إلا من اتخذ عند الله عهدا منهم بالإسلام. والاستثناء متصل لا منقطع كما قيل. وقيل الواو للمتقين. وقيل الضمير للناس ومَن عائد للنبى صلى الله عليه وسلم، أى إلا النبى محمدا الذى اتخذ عهد ذلك. فالشفاعة هى الشفاعة العامة لأهل الموقف من طول الوقوف. وقيل العهد لا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وروى أنه ينادَى يوم القيامة من كان له عندى عهد فليقم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه ذات يوم " أيعجز أحدكم أن يتخذ كل صباح ومساء عند الله عهدا؟ قالوا وكيف ذلك؟ قال يقول كل صباح ومساء اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة إنى أعهد إليك بأنى أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك، وأنك إن تكلنى إلى نفسى تقربنى إلى الشر، وتباعدنى عن الخير، وإنى لا أثق إلا فى رحمتك فاجعل لى عهدا توفِينيه يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد. فإذا قال ذلك طبُع عليه بطابع، ووضع تحت العرش. فإذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الذين لهم عند الرحمن عهد فيدخلون الجنة ".