الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ مَن كَانَ فِي ٱلضَّلَـٰلَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ مَدّاً حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ إِمَّا ٱلعَذَابَ وَإِمَّا ٱلسَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً }

{ قُلْ مَنْ كَانَ فِى الضّلاَلَةِ } وقوله { فَلْيُمْدُدْ } لفظه أمر ومعناه إخبار ولكن عبر بلفظ الأمر إيذانا بوقوع المد لا محالة، كالشئ المأمور به الذى يجب امثتاله، أو جاء على طريق الدعاء، كقولك مَدَّ له الرحمن، أى امدد له يا رحمن أو أمْرُ. تنبيه بالدعاء. { لَهُ الرَّحْمنُ مَدّاً } يمهله بطول العمر والتمتع، ليزداد إثماً ويقطع عذره، ويقول لهمأولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر } فليس المد بما ذكر إكراماً. { حَتَّى } غاية للمد أو غاية لقولهم { أى الفريقين خير } أى يبرحون مفتخرين بذلك حتى الخ. ومن أجاز إخراج إذا عن الظرفية أجاز كون حتى جارة. { إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إمَّا الْعَذَابَ } فى الدنيا كالقتل والأسر على أيدى المؤمنين. العذاب بدل كل باعتبار ما عطف عليه. { وَإمَّا السَّاعَةَ } فينالهم خزى وعذاب فى الحشر والمحشر والنار. { فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَاناً } من الفريقين بأَن عاينوا الأمر بعكس ما قدّروا، وأنّ ما متعوا به استدراج لهم. والجملة جواب إذا، إذا جُعلت حتى ابتدائية وهو الصحيح. وقوله { من هو شر مكانا } قابل له قولَهم نحن خير مقاما. وقابل قولَهم { وأحسن نديا } بقوله { وَأَضْعَفُ جُنْداً } من حيث إن حسن النَّدِىّ إنما هو باجتماع وجوه القوم وأعيانهم، وظهور قوتهم. والجند الأنصار والأعوان جنَّدهم الشياطين الجنية والإنسية. وجند المؤمنين الملائكة.