الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ عِتِيّاً }

{ ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ } العطف على جواب القسم، ولذا قرن باللام والنون. { مِن كُلِّ شِيعَةٍ } من كل أمة شاعت أى تابعتْ غاوياً من الغواة كقوله تعالى جل وعلاإن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً } { أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيّاً } جراءة والذين أشد عتيا هم الرؤساء الضالون المضلون، لتضاعف إجرامهم، يزيدهم عذابا فوق العذاب، ويحملون أثقالهم وأثقالا معها، ويليهم التابعون لهم كل بطبقته. وقيل يريد أن يميز طوائفهم أعتى فأعتى، فيطرحهم فى النار على الترتيب، بعد ما أحضروا حولها مغلولين. والآية فى المشركين كما رأيت وهم كلهم فى النار. وإن قلنا فيهم وفى العصاة فلا يخفى أن العصاة أيضاً فيهم عات وأعتى وكل بمقامه. واختلف الرواة هل عصاة الأمة ذوو الكبائر من تحت المشركين، أَو من فوقهم فى النار، بعد الاتفاق على أن من كان نفاقه إسرار شرك وإظهار إسلام من تحتهم؟ فقيل مَن فوق. وقيل من تحت. ولو قيل إن كان نفاقه لم يجاوزه إلى إهانة المسلمين والدلالة عليهم وخيانتهم من جانب المشركين فهو فوقهم وإن جاوز نفاقه إلى ذلك ونحوه من الإفشاء عنهم فهو تحتهم لقلنا لم يقل شططا. وأى مفعول ننزع اسم موصول مبنى على الضم لحذف صدر صلته والتقدير أيهم هو أشد. وعلى الرحمن متعلق بأشد. وعلى بمعنى عند أو فى، أى فى دينه، أو على ظاهرها مجازا فإنه سبحانهُ وتعالى لا يشق عليه شئ ولا حاجة إلى تعليقه بأعتى لأن فيه الحذف وأحد التأويلات المذكورة ولا يتعلق بعتيا لأنه مصدر لا يسبقه معموله. وقد يعلق به لأنهُ لا ينحل إلى أَن والفعل ما دام تمييزا، وأيضا بتوسع فى الظروف.