الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ ٱلْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً }

{ وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ إسْمَاعيلَ إنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ } وكل الأنبياء كذلك، لكن إسماعيل أبلغ فى الصدق فيما قيل. والصدق أشهر أوصافه، لم يَعِدْ شيئا إلا وَفّى به واحتاط. وقيل لقّبه بصادق الوعد تشريفا وتكريما. روى أنه وعد صاحبا له فانتظره إلى ثلاثة أيام. وعن ابن عباس انتظره فى مكان الوعد سنة حتى جاءه فى المكان. وقيل انتظره يوما وليلة فجاء الرجل. وقد انتظر نبينا صلى الله عليه وسلم له فى الوعد يوما وليلة قبل البعثة. وروى أنه قال لو لم تأْت لكان حَشْرى من ها هنا. ومن شدة صدقه فى الوعد أَنه وَعد الصبر للذبح فوفّى. وسُئل الشعبى عن رجل وعد ميعادا إلى أى وقت ينتظر. فقال إن وعد نهارا فكل النهار، أو ليلا فكل الليل. وسُئل بعض فقال من ذلك الوقت إلى مثله غدا. قيل أسوأ الكذب خلف الوعد، ورمى البرئ. { وَكَانَ رَسُولاً } إلى جُرهم وهم قبيلة من عرب اليمن نزلوا على هاجَر أم إسماعيل بوادى مكة وهو جرهم بن يعرب بن قحطان بن عامر بن سابح وقحطان أبو قبائل اليمن. وقيل لا عربيةَ إلا من إسماعيل. وهو أبو العرب واليمنية والمضرية ترجع إليه. وهو الذبيح فى قول الجمهور الراجح لقولهومِن وراء إسحاق يعقوب } كيف يؤمن بذبح ولد بُشِّر أبوه بأن سيكون منه ولد ولأن أمر الذبح كان بمعنى وإسحاق دخل البلد ورجع وإسماعيل نشأ به وكان أبوه إبراهيم يزوره على البراق من الشام ويرجع من يومه، وهو مركب الأنبياء. وإسماعيل جد نبينا صلى الله عليه وسلم قال أنا ابن الذبيحين أجلْ هما أبواه عبد الله نذر أبوه إن رزقه الله عشرة أولاد ذبح لله واحداً فخرجت القرعة على عبد الله والآخر إسماعيل عليه السلام { نَبِيّاً } ولزم من ذلك أن الرسول لا يلزم أن يكون صاحب شريعة فإن أولاد إبراهيم كانوا على شريعته.