الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ }

{ فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ } الذين تحزَّبوا { مِنْ بَيْنِهمْ } كانوا أحزابا فى أمر عيسى. قالت اليهود إنه من زنا وإنه كاذب، حاشاه صلى الله عليه وسلم. وقالت النصارى إله، أو ابنه، أو ثالث ثلاثة. وقيل المراد فرق النصارى قالت النسطورية منهم إنه ابن الله، تعالى الله عما يشركون. وقالت اليعقوبية هو الله هبط إلى الأرض ثم صعد إلى السماء. وقالت الملكانية هو عبد الله ونبيه. وعن قتادة جمع بنو إسرائيل أربعة أحبار منهم غاية فى المكانة والجلالة وطلبوا منهم أن يبيِّنوا أمر عيسى فقال أحدهم عيسى هو الله. فقال له الثلاثة كذبت، واتبعته اليعقوبية. وروى أنه قال هو الله هبط إلى الأرض فخلق ما خلق وأوحى ما أوحى. ثم صعد إلى السماء فكذبه الثلاثة. ثم قيل للثلاثة فقال واحد منهم هو ابن الله. وقال الاثنان كذبتَ واتبعته النسطورية. ثم قيل للاثنين فقال أحدهما أحد ثلاثة الله إله وعيسى إله ومريم إله فقال له الرابع، كذبت واتبعته الإسرائيلية من النصارى. فقيل للرابع فقل هو عبد الله، وكلمته ألقاها إلى مريم وتبعه قوم، وهم المحقون المؤمنون، وقالوا لهؤلاء الكفرة أو قال لهم الرابع وحده نناشدكم الله هل تعلمون أن عيسى كان يأكل الطعام، وأن الله لا يطعَم؟ فقالوا اللهم نعم. فقال هل تعلمون أن عيسى كان ينام، وإن الله لا ينام؟ فقالوا اللهم نعم. فحجَّهم فاقتتلوا. فقيل إن اليعقوبية ظهرت يومئذ على المسلمين وغيرهم فأنزل اللهإن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق } { فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظيمٍ } يوم القيامة. والمشهد مصدر ميمى، أى من حضورهم لهول ذلك اليوم وحسابه وجزائه، أو اسم زمان، أى من وقت حضورهم له، أو اسم مكان، أى من مكان حضورهم فى ذلك اليوم. أو مصدر ميمى مضاف لما هو فاعل معنى، أى من شهادة ذلك اليوم عليه. وإسناد الشهادة مجاز فى الإسناد، أو مجاز تقدير مضاف فإن الشاهد الملائكة والأنبياء وألسنتهم وأرجلهم، أو اسم زمان، أو اسم مكان على إسناد الشهادة اليوم. أو مصدر ميمى، على أن المعنى من شهادتهم على عيسى وأُمه، أو مصدر ميمى بمعنى اسم مفعول، على معنى ما شهدوا به على عيسى وأُمه.