الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ ٱلْمِحْرَابِ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُواْ بُكْرَةً وَعَشِيّاً } * { يٰيَحْيَىٰ خُذِ ٱلْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ ٱلْحُكْمَ صَبِيّاً }

{ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ } من المسجد وكانوا ينتظرون فتحه ليصلوا فيه بأَمره على العادة. قاله الحسن. وقيل من الغرفة. وقيل المحراب موضع الصلاة ولما خرج عليهم رأوه متغير اللون وقالوا ما لك؟ { فَأَوْحَى } أشار. قاله قتادة ومجاهد ويؤيده " إلا رمزا " وقال ابن عباس كتب لهم فى الأرض وهو رواية عن مجاهد. { إلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا } أن تفسيرية ومن أجاز دخول المصدرية على الأمر أجاز كونها مصدرية فيقدر حرف الجر أى بأن صلوا لله والتسبيح الصلاة وفيها تنزيه لله سبحانه وتعالى. وقيل المراد التسبيح والذكر من غير الصلاة وكان مأموراً أن يسبح وأن يأمر قومه به. { بُكْرَةً وَعَشِيّاً } أوائل النهار وأواخره فعلم بمنعه من كلامهم حملها يحيى وبعد ولادته بسنين قال الله تعالى له { يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ } التوراة فالقول مقدر أى قال الله يا يحيى كما رأيت أو قلنا يا يحيى. { بِقُوَّةٍ } بجد بأَن تحفظه وتعمل به. { وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ } الحكمة وفهم التوراة وحفظها. قال بعض السلف من قرأ القرآن قبل أن يبلغ فهو ممن أُوتى الحكمة صبياً. وقل إن قائل هذا هو ابن عباس. وعن معمَّر أن الأطفال إذا دعَوْا يحيى إلى اللعب وهو طفل فقال لم أخلق للعب فتلك الحكمة التى آتاه الله. وقيل الحكم النبوة أحكم الله عقله وأكمله ونبأه وهو طفل وهذا من خوارق العادات وأمر النبوة مبنى على خرقها. وقيل الحكم العقل وهو قول الضحاك ورواية عن معمر { صَبِيّاً } قيل هو ابن ثلاث سنين. وقيل معناه شاب لم يبلغ حد الكهول فى لفظ صبى تجوز واستصحاب حال.