الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَمَا ٱسْطَاعُوۤاْ أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا ٱسْتَطَاعُواْ لَهُ نَقْباً }

{ فَمَا اسْطَاعُوا } أى فما استطاعوا فحذفت التاء تخفيفا لقرب مخرجها من الطاء بعدها. وقرئ اصتطاعوا بحذفها وقلب السين صاداً لتطابق الطاء ولا تنافرها كما نافرتها السين. وقرأ حمزة بالسين وإبدال التاء طاء وإدغامها فى الطاء فيلتقى ساكنان على غير حدهما وإنما يلتقيان فى الوقف وحيث يكون الأول حرف علة والثانى مدغم. { أَنْ يَظْهَرُوهُ } أن يعلوا ظهره لعلوه وملامسته وفى هذا دليل على أنه لا بد أن يكون طوله أكثر من مائة وعشرين ذراعا أو أقل بقليل لا مائة ذراع كما قيل لأنه لو كان مائة وفى يأجوج ومأجوج من طوله مائة وعشرون لأمكن أن يظهره من طوله هكذا لأن من زاد على شئ بغير قليل يمكن أن يتخطاه وأن يعلوه بل لو لم يزد إلا بقليل أو لم يزد بشئ لأمكن أن يعلوه بشئ يضعونه أو يبنونه بجانبه فدل على أن طوله مفرط جدا بحيث لا مطمع فى أن ينالوه. وقد ثبت فى رواية أن طوله مائتا ذراع أو على أن طولهم ولا طول بعضهم كذلك ولو بنو له دَرَجاً من داخل لم يطيقوا أن ينزلوا خارجاً فمنعهم الله من أَن يظهروه لهذا أو للطول أو لقصرهم أو بما شاء سبحانه كامل القدرة وأما الجبلان فلينان بزق عنهما كل شئ كما مر فى الحديث وطرفاهما الآخران متصلان بالبحر والله أعلم. { وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً } من أسفله لشدته وصلابته وغلظه فحيث يفرغون طاقتهم فيفتلون إلى المغرب حتى يردوا أقل قليل فيجدوا ما نزعوا قد رده الله فى مكانه كما كان.