الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ ٱلشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُمْ مِّن دُونِهَا سِتْراً }

{ حَتَّى إذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ } أى الموضع الذى تطلع عليه أولا من معمور الأرض وهو اسم مكان. وقرئ بفتح اللام على خلاف القياس فيه أو على أنه مصدر ميمى على حذف مضاف أى مكان مطلعها أى مكان طلوعها. { وَجَدَهَا تطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْراً } هم قوم من الزنج لم يجعل الله سبحانه وتعالى لهم من دون الشمس ستراً من لباس ولا سقف ولا بناء ولا شجر وكانت أرضهم لا تحمل البناء. قال كعب الأحبار أرضهم لا تمسك الأبنية وبها أسراب فإذا طلعت الشمس دخلوها فإذا ارتفع النهار خرجوا إلى معائشهم. وعن بعضهم خرجت حتى جاوزت الصين فسألت عن هؤلاء فقيل بينك وبينهم مسيرة يوم وليلة فبلغتهم فإذا أحدهم يفرش أذنه ويلبس الأخرى ومعنا صاحب يعرف لسانهم فقال لهم أحببنا أن ننظر كيف تطلع الشمس. فبينما نحن كذلك إذ سمعنا كهيئة الصلصة فغشى علىَّ ثم أفقت وهم يمسحوننى بالدهن فلما طلعت الشمس على الماء إذا هى فوق الماء كهيئة الزيت فأدخلونا سَرَباً لهم فلما ارتفع النهار خرجوا إلى البحر فجعلوا يصطادون السمك ويطرحونه فى الشمس فينضج لهم. قال مجاهد من لا يلبس الثياب من السودان عند مطلع الشمس أكثر من جميع أهل الأرض. قيل طرفهم مما يلى الشمال مجاورون يأجوج ومأجوج قيل إذا طلعت دخلوا أسرابهم وإذا زالت عنهم خرجوا إلى معائشهم وحروثهم. وقيل لا يخرجون إلا ليلا. وقيل هم عراة إذا طلعت نزلوا فى الماء وإذا ارتفعت خرجوا كالبهائم. وقيل قوم مؤمنون من قوم هود واسم مدينتهم جيلقا وبالسريانية مرقيسا.