الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي ٱلْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُواْ عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً } * { إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي ٱلأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً } * { فَأَتْبَعَ سَبَباً }

{ وَيَسْأَلُونَكَ } أى اليهود أو قريش أبو جهل وأتباعه بإرسال اليهود إياهم { عَنْ ذِى الْقَرْنَيْنِ } الإسكندر الرومى. قال وهب لقب بذلك لأنه ملك فارسَ والروم. ورُوِى الروم والترك. وقيل المشرق والمغرب. وقيل عن النبى صلى الله عليه وسلم وعن الزهرى لأنه طاف قرنى الدنيا الشرق والمغرب. وقيل لإنهُ انقرض فى أيامه قرنان من الناس. وقيل كان القرنان حسنتين. وقيل غديرتين تصلان إلى الأرض. إنهُ كان لهُ قرنان أى ضفيرتان. وقيل لأنهُ كان لتاجه قرنان. وقيل إنهُ كان على رأسه ما يشبه القرنين وتواريهما العمامة. وقيل لأن صفحتى رأسه من نحاس. وقال على لأنهُ ضرب على قرنه الأيمن فى طنجة الله فمات فأحياه الله وضرب على قرنه الأيسر فمات فأحياه الله قال وفيكم مثلهُ. وقيل كان يدعوهم إلى التوحيد فيقتلونه فيحييه الله تعالى. وقيل لأنه أدخل النور والظلمة وأمرهما الله بالامتثال له. وقيل لأنه قرنى الشيطان عند مطلع الشمس وقد بلغه. وقيل لشرف أبويه. وقيل إنه يقاتل يديه وركابيه. وقيل لأنه علم الظاهر والباطن. وقيل لأنه رأى فى منامِه أنه أخذ بقرنى الشمس. ويحتمل أنه لقب بذلك لشجاعته كما يقال زيد شجاع ينطح أقرانه. وما ذكرته من أنه رومى هو المشهور. وقيل هو عربى من أهل اليمن من حمير. قال الفخر عن أبى الريحان السرورى المنجم إنه من حمير وإن اسمهُ نوار ابن سمر بن عز بن أفنويس الحميرى وهو الذى افتخر به أحد شعراء حمير وقال
قد كان ذو القرنين قِدْما مسلما ملكا على الأرض غير مفند بلغ المشارق والمغارب يلتقى أسباب ملك من كريم مرشد فرأى إياب الشمس عند غروبها فى عين ذى خلب ونظمة حرمد   
وهو وَلَدُ عجوزٍ ليس لها غيره واسمه إسكندر بن فيلنوس. وقيل مرزبان بن مرزبة اليونانى من ولد يونان بن يافث بن نوح. وقيل اسمهُ عبد الله. وقيل الصعب. وقيل المنذر. وقيل أفريدون ورجح الثلاثى الصعب قال وليس هذا الإسكندر اليونانى لأن هذا فى زمان إبراهيم والإسكندر كان قريباً من زمان عيسى وبينهما أكثر من ألف سنة. والحق أن الذى قص الله تعالى نبأه فى القرآن هو الأول لما ذكر ولأنه من العرب والإسكندر من اليونان ولأنه صالح أو نبى والإسكندر كافر كما قال الفخر الرازى. وهو مسلم إجماع فقيل نبى ويدل له قوله تعالى { قلنا يا ذا القرنين } وخطاب الله تعالى لا يكون إلا مع الأنبياء إلا أن يقال إنه خطاب بإلهام أو على لسان غيره وقيل ولى. وزعم بعض أنه ملك من الملائكة. وروى عن عمر بن الخطاب أنه سمع رجلا يقول يا ذا القرنين فقال اللهم اغفر. أما رضيتم أن تتسمَّوا بأَسماء الأنبياء حتى تسميتم بأسماء الملائكة.

السابقالتالي
2 3 4 5