الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَرَدْنَآ أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَـاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً }

{ فَأَرَدْنَا أنْ يُبْدِلَهُمْا رَبُّهُمَا } وقرأ غير نافع وأبى عمرو بإسكان الباء وتخفيف الدال على أنه من أبدل فعلى أن قوله خشينا من كلام الخضر بلا حكاية فلا التفات وإن قلنا بالحكاية ففيه التفات من التكلم إلى الغيبة بين قوله خشينا وأردنا وقوله ربهما. { خَيْراً مِنْهُ } أى ولداً خيرا من غلامهما المقتول { زَكَاةً } أى طهارة من الذنوب والأخلاق الردية وهو تميز. وفيه دليل على أن المقتول طاهر من الذنوب ولا يدخل النار ولكن هذا أطهر فمعنى ما تقدم فى كفره أنه لو بلغ الكفر لن يؤمن أبدا. وفيه أيضا مقابلة لقول موسى { أقتلت نفساً زكية بغير نفس } وإنما عد التبديل لاثنين لتضمن معنى أن يرزقهما ربهما خيرا منه أو لأن الأول على معنى اللام أى أن يبدلهما. { وَأقْرَبَ رُحْماً } تمييز أى وأقرب رحما أى رحمة وشفقة لأبويه وبرا بهما. وعن ابن عباس مواصلة للرحم وأبر بوالديه فأبدلهما الله الرحمن الرحيم جارية ميمونة على نفسها وعليهما أدركت يونس بن متَّى عليه السلام وتزوجها نبى من الأنبياء فولدت له نبيا فهدى الله إليه أمة من الأمم. وقال جعفر بن محمد الصادق عن أبيه ولدت سبعين نبيا. وقال ابن جريح إنهُ أبدلهما الله ابنا مسلما مثلهما وإن المقتول كافر وهو المتبادر من ظاهر الآية قال مطرف وقتادة فى هذه الآية قد فرح أبواه حين ولد وحزنا عليه حين قتل ولو بقى كان فيه هلاكهما فليرض العبد بقضاء الله تعالى فإن قضاء الله تعالى للمؤمن فيما يكره خير له من قضائه فيما يحب. وقرأ ابن عامر ويعقوب وأبو جعفر بضم الحاء كالراء.