الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ سَتَجِدُنِيۤ إِن شَآءَ ٱللَّهُ صَابِراً وَلاَ أَعْصِي لَكَ أمْراً }

{ قَالَ } موسى للخضر { سَتَجِدُنِى } وسكن هذه الياء غير نافع. { إِنْ شَاءَ اللهُ صَابِراً } على ما لم أحط به خبراً غير منكر عليك وقيد بالمشيئة لأنه لا يصدر فعل من مخلوق ولا ترك إلا بمشيئة الله تعالى ولأنه لم يكن على ثقة من نفسه فى الصبر الذى وعد به. وهكذا عادة الأنبياء والأولياء لا يثقون إلى أنفسهم طرفة عين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من تمام إيمان المرء أن يستثنى فى كل أُموره ولأنه عالم بصعوبة الأمر فإن مشاهدة الفساد والصبر على خلاف المعتاد شديد. فإن لم يطقهما فليس بمخلف لوعده لأنه قد قال إن شاء الله ولا سيما إن أخلفه ناسياً فإن النسيان لا يقدح فى العصمة أو قيده بمشيئة المتبرك أو قيد لذلك كله ". { وَلاَ أَعْصِى لَكَ أَمْراً } عطف هذه الجملة على المفرد وهو صابرا كأنه قيل ستجدنى إن شاء الله صابراً وغير عاص لك أمراً ولك متعلق بمحذوف حال من أمر أو أمرا مفعول أعصى لتضمنه معنى أخالف أى لا أخالف أمرك ويجوز عطف الجملة على ستجدنى.