الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتِلْكَ ٱلْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً }

{ وَتِلْكَ الْقُرَى } قرى عاد وثمود ونحوهم. القرى نعت تلك أو بيانه أو بدله كما لا يخفى. وتلك مبتدأ خبره { أَهْلَكْنَاهُمْ } أو منصوب على الاشتغال بمحذوف يفسره أهلكناهم. وإن قلت كيف صح الإخبار بأهلكناهم أو الاشتغال فيه مع أن الهاء فيه ليست لتلك القرى؟ قلت الهاء لتلك القرى على أن تلك القرى بمعنى الناس الساكنين فيها تسمية للحالّ باسم المحل ولأحد المتجاوريْن باسم الآخر أو يقدر مضاف أى وأهل تلك القرى قبل. أو التقدير وتلك أهل القرى على أن أهل بدل لتلك وبيان فحذف فناب عنه المضاف إليه وزاد بوجه آخر هو النعت. { لَمَّا ظَلَمُوا } أنفسهم بالشرك والمعاصى كما ظلمت قريش أنفسها بذلك. { وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ } مصدر ميمى من أهلك أى لإهلاكهم أو زمان أو مكان أى لموضع إهلاكهم أو زمانه ويدل للمصدر قراءة أبى بكر هنا كالنمل بفتح الميم وإبقاء اللام على الفتح بعد الهاء فإنه لما فتح اللام كالميم على أنه من هلك على أنه مصدر لأن المصدر من يفعل بكسر العين كيهلك قياسه الفتح كما قال ابن مالك فى غير ذا عينه افتح مصدرا. وقرأ حفص هنا والنمل بفتح الميم وكسر اللام شذوذا لأن القياس فتح اللام لأنه مصدر من هلك يهلك. ويحتمل أن يكون اسم مكان أو زمان فلا يشذ الكسر لقول ابن مالك وسواه اكسر. { مَوْعِداً } أى موعدا لمهلكهم لا يتخلف بتبديل ولا تأخير ولا تقديم فاعتبروا بهم ولا تغتروا بالإمهال فإذا جعلنا المهلك مصدرا فالموعد مصدر أو مكان أو زمان وإذا جعلناه مكاناً أو زماناً فالموعد مصدر كمهلك جعل أحدهما مكاناً والآخر زماناً والزمان أنسب بالسياق السابق لأن الكلام مسوق لعدم التعجيل وقد فسر مجاهد الموعد بالأجل وهو زمان.