الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ ٱلْمُضِلِّينَ عَضُداً }

{ مَا أَشْهَدْتُهُمْ } ما جعلتهم شاهدين أى حاضرين. وقرئ ما أشهدناهم تعدى لاثنين بالهمزة والثانى هو قوله { خَلْقَ } وهو مصدر مضاف لمفعوله وكذا الذى بعد والهاء عائدة إلى إبليس وذريته فكأنه قيل ما أشهدت إبليس وذريته خلق { السَّمَٰوَاتِ وَالأَرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ } أى ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا أشهدت بعضهم خلق بعض فضلا عن أن أتقوى بهم وأستعين بهم على خلق السماوات والأرض على خلق أنفسهم فكيف يكونون أهلا للعبادة مع أنهم ليسوا بخالقين ولا معينين على الخلق وإنما يستحق العبادة الخالق والإشراك فى استحقاق العبادة يستلزم الإشراك فى الخالقية. وقيل الهاء فى أشهدتهم وأنفسهم عائدة للمشركين فيكون الكلام على طريق الالتفات من الخطاب إلى الغيبة أى ما أشهدتهم خلق ذلك وما خصصتهم بعلوم لا يعرفها غيرهم حتى لو آمنوا تبعهم الناس كما يزعم عيينة وأمية. والمتبادر رجوع الهاء إلى إبليس وذريته وقيل هى عائدة إلى الملائكة فأما خلق الإنسان فمن التراب بواسطة خلق أبيهم منه وهم من نطفة. وأما الجن فمن نار السموم بواسطة أبيهم الأول وهو إبليس. وقيل غيره وهم بعد الأول من نطفة كبنى آدم بأزواجهم. قال مجاهد عن الشعبى إنى لقاعد ذات يوم إذا أقبل جمال أبى صاحب إبل سائق أو راع فقال أخبرونى هل لإبليس زوجة؟ فقلت إن ذلك العرس ما شهدته يريد أنه لم يتزوج فكنى بنفى حضوره العرس عن عدم وجود العرس وبعدم وجود العرس عن عدم الزوجة قال ثم ذكرت قوله عز وجل { أفتتخذونه وذريته } فعلمت أنه لا تكون ذرية إلا من زوجة. فقلت نعم له زوجة. وقيل إن إبليس وذريته يدخلون أذنابهم فى أدبارهم فتكون فى أدبارهم بَيض فتنفتق البيضة عن جماعة من الجن. وقيل إن فى الفخذ اليمنى ذكراً وفى اليسرى فرجا فينكح فخذاً بفخذ فيكون البيض المذكور. قيل من ذرية إبليس لاقيس وولهان وهو صاحب الطهارة والصلاة يوسوس فيها والهفاف ومرة وبه يكنى. وزنبور وهو صاحب الأسوار يزين اللعن والحلف الكاذب ومدح السلع. وتبور وهو صائب المصائب يزيِّن خمش الوجه ولطم الخد وشق الجيب. والأعور وهو صاحب الزنى ينفخ فى ذكر الرجل وفى عجُز المرأة وقُبُلها ويزيّن المرأة ولو كانت قبيحة حتى تكون أجمل من الجميلة. ومطوس وهو صاحب الأخبار الكاذبة يلقيها فى أفواه الناس لا يجدون لها أصلا. وداسم وهو الذى يدخل مع الإنسان بيته إذا لم يسلم ولم يذكر الله فيبصره ما ترك العيال ولم يرقبوه وما وضعوه فى موضع لا يحسن وما أفسدوا فيخاصمهم ويغلظ عليهم. قال الأعمش ربما دخلت البيت ولم أذكر اسم الله ولم أسلم فأرى مطهرة.

السابقالتالي
2