الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَعُرِضُواْ عَلَىٰ رَبِّكَ صَفَّاً لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُمْ مَّوْعِداً }

{ وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ } كما يعرض الجند على السلطان فعرفهم أو يختبر حالهم أو ليأمر فيهم بأمره فالآية على التمثيل ولو كان الله سبحانه لا تخفى عليه خافية وأمره يدركهم أينما كانوا. وإنما عبّر عن الحشر والعرض وعدم المغادرة بصيغة الماضى لدلالته على أن حشرهم والعرض وعدم المغادرة أمر لا بد منه كأنه قد وقع ومضى. وإنما كان مضى نغادر بلم أو جئ بالحشر وعدم المغادرة بصيغة المضى للدلالة على أنهم يحشرون كلهم قبل تسيير الجبال وبروز الأرض ليعاينوا سيرها وبروزها والواو فى وحشرناهم للعطف ويتبادر كونها حالية على تقدير قد وبدون تقديرها على الخلاف فى جواز كون الحال جملة فعلية فعلها ماض متصرف مجرد من قد وحرف النفى. { صَفًّا } أى مصطفين لا يحجب أحد أحدا لأنهم صف واحد. وقيل المراد صفا صفا كل منهم صف وقيل معنى صفا صافين بأرجلهم أى قائمين. ويقال للناس كلهم أو المنكرى البعث. { لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } فرادى عراة حفاة غير مختونين لا مال ولا ولد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنكم أيها الناس تحشرون إلى الله حُفاة عُراة غرلا كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين ألا إن أول الخلق يكسى يوم القيامة إبراهيم. ألا وإنه يؤتى برجال من أمتى ويؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصاحبى. فيقول. إنك لا تدرى ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح { وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم } - إلى - { الحكيم } فيقول إنهم لن يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم. فأقول سُحقا سُحقا أى بُعداً " والغُرلة الجلدة التى تقطع من الذكر. قيل المراد بهم الذين ارتدوا من العرب ومنعوا الزكاة. قالت عائشة " الرجال والنساء جميعا ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال الأمر أشد أن يهمهم ذلك لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه " وفى رواية عنها " أما يحتشم الناس يومئذ بعضهم من بعض؟ قال هم شغلوا من أن ينظر بعضهم إلى عورة بعض ". { بَلْ } لمجرد الانتقال من قصة أخرى كذا قيل { زَعَمْتُمْ } أن مخففة من الثقيلة { أَنْ لَنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً } زماناً توعدون البعث إليه أو وقت الوفاء بوعد البعث وزعمتم أن الأنبياء يكذبون فى ادعاء مجئ البعث.