الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْلاۤ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِٱللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً } * { فعسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً }

{ وَلَوْلا } حرف توبيخ وتنديم داخل على قلت المذكور بعد. { إذْ } متعلق بقلت المذكورة بعد. { دَخَلْتَ جَنَّتَكَ } الإضافة للجنس أو للحقيقة أو نزلهما منزلة جنة واحدة لاتصالهما فيقول لهما قولا واحداً عند الدخول من أحدهما. { قُلْتَ مَا شَاءَ اللهُ } خبر لمحذوف أى الأمر ما شاء الله أو الذى فى جنتى من خير وصلاح حال ما شاء الله أو هذا ما شاء الله أو مبتدأ محذوف الخبر أى ما شاء الله كائن وما موصولة ويجوز أن تكون شرطية محذوفة الجواب أى ما شاء الله كان فتكون مفعولا لشاء. { لاَ قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ } لا قوة لى على دفع الضر عنها وحفظها وعمارتها وتدبير أمرها إلا بالله أى إلا بمعونة الله وإقداره ولو لم يشأ الله أن تكون كما هى لخربها ولم يؤثر فيها عمارتك وحفظك وتدبيرك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من رأى شيئا وأعجبه وقال ما شاء الله لا قوة إلا بالله لم يضره " رواه البيهقى وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أُعطِىَ خيراً من أهل أو مال فيقول عند ذلك ما شاء الله لا قوة إلا بالله لم ير فيه مكروها ". وكان عروة بن الزبير إذا رأى من ماله شيئا يعجبه أو دخل حائطا من حيطانه قال ما شاء الله لا قوة بالله وكان يثلم حائطه أيام الرطب فيدخل من شاء وكان إذا دخله ردد هذه الآية حتى يخرج ومعنى يثلمه يجعل فيه ثلمة ليدخل من شاء للأكل والشرب وضمير كان ودخل وردد ويخرج لعروة. والحائط البستان سمى لأنه يدور به الحائط ويثلم حائطه يثلم بستانه أى يجعل فى حائطه بستانه ثلمة. ومعنى لا حول ولا قوة إلا بالله لا يتحول أحد عن معصية أو ما يكرهه ولا يقوى على طاعة أو ما يحبه إلا بالله هذا ما كنت أقول جمعا بين هذه الآية وقوله صلى الله عليه وسلم " ألا أخبركم بتفسير لا حول ولا قوة إلا بالله لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله هكذا أخبرنى جبريل يا ابن أم عبد " رواه البخارى عن ابن مسعود وهو ابن أم عبد. وعنه صلى الله عليه وسلم " إذا وقعتَ فى ورطة فقال بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم فإن الله تعالى يصرف بها ما شاء الله من أنواع البلاء " رواه ابن السنى فى عمل يوم وليلة عن على. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " استكثروا من لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها تدفع تسعة وتسعين بابا من الضر أدناها الهم ".

السابقالتالي
2