الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ كِلْتَا ٱلْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً }

{ كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا } أى أحضرت مأكولها أى ما يؤكل منها من الثمار أو جعلته آتيا فإن الآتى بمد أوله هو أتى بقصره زيدت عليه همزة التعدية فقلبت الهمزة الثانية ألفا. والأُكل بضم الهمزة المأكول أى ما يؤكل وإنما أفرد آتت لمراعاة لفظ كلتا فإنه مفرد ولو أعرب إعراب المثنى ولا سيما أنه أعرب هنا مقصوراً لإضافته للظاهر فإن كلا وكلتا ككل وجميع ما هو اسم مفرد لا يثنى ولا يجمع ولكنه يدل على ما فوق الواحد ولو روعى معنى كلتا لقيل آتتا أكلهما ولم تظلما. وقرأ ابن مسعود رضى الله عنه كل الجنتين آتى أُكُلَه ولم يظلم بضم كاف كل وضم لامه وتشديدها وبهاء المذكر فى قوله أُكله وإسقاط تاء التأنيث من آتت ورد الألف المحذوفة لأجلها. وقرئ الجنتين آتت أُكلها بضم الكاف والهمزة جميعا فى أُكلها وهو أيضا ما يؤكل. وإن قلت قد جعلت الهمزة فى آتت للتعدية وأصله متعد لواحد بلا همزة فأين الثانى بعد وجودها؟ قلت محذوف أى آتت أكلها صاحبها أو جانيه وحذف لأن المقام ليس مقام التعليق بذكره وقد يقال لا يقدر أصلا أى لم يُسَق الكلام له. { وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً } أى لم تنقص من أُكلها أى من ثمارها شيئا قط بل تأتى كل عام بثمارها وافرة لا كسائر الجنات تأتى فى عام بغلة وافرة وتنقص أو لا تثمر أصلا فى عام آخر أو ما فوقه. { وَفَجَّرْنَا } أنبعنا أو شققنا { خِلاَلَهُمَا } وسطهما أى بين الواحدة والأخرى أو فى وسط كل واحدة { نَهَراً } عينا تسقى به كل واحدة منهما وهو بينهما أو تسقى كل منهما بعين فيها على حدة لتكون مادة لهما لا تضعفان ولا تيبسان وهو أفضل من السقى بالزجر لصعوبته فيعجز عنه ومن السقى بالمطر لأن العادة جارية على انقطاعه. وقرأ يعقوب وفجرنا بتخفيف الجيم عن التشديد.