الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتَرَى ٱلشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ ٱلْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ ٱلشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذٰلِكَ مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ مَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً }

{ وَتَرَى الشَّمْسَ } أى تعلمها بإخبارنا إياك أو تراها ببصرك لو رأيت كهفهم حين انتشار الشمس بجوانبه والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو لكل من تمكن منه الرؤية العلمية أو البصرية. { إذَا طَلَعَتْ } وجملة { تَزَاوَرُ } مفعول ثان لترى بمعنى تعلم أو حال من الشمس على أن ترى بمعنى تبصر وجواب إذا أيضا جملة كهذه دلت عليها هذه أو جوابها هذه وإذا وجوابها مفعول أو حال ومعنى تزاور وتميل وأصله تتزاور بتاءين مفتوحتين بعدها زاى خفيفة أبدلت التاء الثانية زايا فسكنت هذه الزاى وأدغمت فى الزاى وقرأه الكوفيون تزاور بحذف إحدى التاءين وتخفيف الزاى وقرأه ابن عامر ويعقوب تَزْوَرّ بإسكان الزاى تشديد الراء بدون إدخال ألف بينهما وبين الواو قبلها وقرئ هكذا لكن بإدخال الألف بينهما والكل من الزور بمعنى الميل ومنه زاره زيارة أى مال إليه. { عَنْ كَهْفِهِمْ } أى تميل عنه ولا يقع شعاعها عليهم فيؤذيهم لأن الكهف كان جنوبيا ولأن الله أبعدها عنهم إكراما لهم وما كان فى ذلك السمت تصيبه الشمس. وقيل لأن باب الكهف كان فى مقابلة بنات النعش وأقرب مطالع الشمس ومغاربها إلى محاذاة بابه مطلع شمس السرطان ومغربها والشمس إذا كان مدارها مدار رأس السرطان تطلع مائلة عن باب الكهف مقابلة لجانبه الأيمن وهو الذى يلى المغرب وتغرب محاذية لجانبه الأيسر فيقع شعاعها على جانبه وتحلل عفونة الكهف وتعدل هواءه ولا تقع عليهم فتؤذى أجسادهم وتبلى ثيابهم. { ذَاتَ الْيَمِينِ } أى جهة اليمين وهو يمين الكهف فذات ظرف مكان متعلق بتزاور أى تميل فى جهة اليمين كذا قيل وهو تفسير بالواقع وإلا فذات اليمين نفس اليمين أو جهة صاحبة اليمين أى من يمينه فإن يمين الشئ متسع غير محدود وهذه الجهة من جملة يمينه قريبة إليه وقيل حقيقة ذلك لجهة ذات اسم اليمين. { وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ } أى تقطعهم بمعنى تعرض عنهم وتتركهم. والقرض القطع والمراد هنا القطيعة كما ذكرت. { ذَاتَ الشِّمَالِ } شمال الكهف وفى هذا ما مر فى ذات اليمين وفيه دليل على أن يمين باب البيت يعتبر عند الخروج منه. { وَهُمْ فِى فَجْوَةٍ } متسع { مِنْهُ } من الكهف لا ينالهم غم الغار ولا حر الشمس لأنهم فى أوسطه بحيث ينالهم رَوح الهوى دون الشمس لأن باب الغار بحيث لا تدخل عليهم الشمس أو المعنى إن الشمس تميل عنهم طلوعاً وغروباً ولا تصيبهم مع أنهم فى مكان واسع منفتح مظنة لأن تصيبهم لولا أن الله حجبها عنهم كما مر. { ذَلِكَ } أى شأنهم والتجاؤهم إلى الكهف على الحد المذكور أو إخبارك بقصتهم بدون أن تقرأها فى كتاب أَو يعلمكها إنسان أو تزاور الشمس وقرضها طالعة وغاربة مع أن ما فى ذلك السمت تصيبه الشمس فى العادة لولا أن الله منعها أن تدخل عليهم الغار بقدرته.

السابقالتالي
2