الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُواْ فَقَالُواْ رَبُّنَا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ لَن نَّدْعُوَاْ مِن دُونِهِ إِلـٰهاً لَّقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً }

{ وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ } قوينا قلوبهم بالإيمان والتثبيت والصبر على مفارقة الوطن والأهل والمال والعيش الأنعَم وعلى إظهار الحق والرد على ملكهم دقيانوس من شد الوَثاق على فم قربة أو غيرها. { إذْ قَامُوا } بين يدى ملكهم دقيانوس ويقال دقيوس وهو مشرك جبار عات عاتبهم على ترك عبادة الأصنام وأمرهم بالسجود لها. { فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمٰواتِ وَالأَرْضِ } أى لا أنت. { لَنْ نَدْعُوَا } لن نعبد أو نطلب فى كشف الملمات أو جلب الحاجات. { مِنْ دُونِهِ } أى غيره. { إِلهاً } كما تحب وتفعل أنت وقومك عبادة غير الله وطلبه فى الدفع والجلب. { لَقَدْ قُلْنَا إذاً } أى إن دعونا إلها من دون رب السماوات والأرض. { شَطَطاً } أى قولا هو فى نفسه أبعد عن الحق والصواب وهو فى نفسه الإفراط فى ظلم أنفسنا وفى نقص من حق رب السماوات والأرض تعالى وتقدس عن كل نقص فشططا مصدر نعت به قول محذوف مبالغة أى قولا شططا وذلك مبالغة ولك تقدير مضاف أى قولا ذا شطط والتأويل بالوصف أى قولا شاطا.