الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذٰلِك فِي ٱلْكِتَابِ مَسْطُوراً }

{ وَإِن مِّنْ قَرْيَةٍ } إن نافية ومن صلة للتأْكيد. { إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا } مبطلوها بإماتة أهلها وخرابها بتدريج أو دفعه. { قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أوْ مُعَذِّبُوهَا } أى معذبو أهلها. { عَذَاباً شدِيداً } بالقتل والبلايَا كالمرض والطاعون والجوع وذلك فى قرى المشركين، فالآية فى إِعزاز الإِسلام وإِهانة الكفر وأهله وتقليلهم، وقيل معذبو أهلها بالقتل وأنواع العذاب إِذا عصوا. قال عبد الله بن مسعود إِذا ظهر الزنى والربا فى قرية أذن الله عز وجل فى هلاكها، وقيل الإِهلاك فى حق المؤمنين بالإِماتة وفى حق الكفار بالعذاب، وقدر بعضهم وإن من قرية أردنا إِهلاكها إلا نحن مهلكوها فهو كقوله ما تذر من شئ أتت عليه إلا جعلته كالرميم إِذ قدرنا ذلك المحذوف، وقيل ذلك فى كل قرية كفر أو إِسلام كما يدل عليه كلام الضحاك الآتى { كَان ذَلِكَ فِى الْكِتَابِ } أى فى اللوح المحفوظ { مَسْطُوراً } مكتوباً بالسطار ويجوز أن يكون سطره فى الكتاب كناية عن سبقه فى القضاء. قال عبادة بن الصامت رضى الله عنه سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم يقول " أول ما خلق الله القلم فقال اكتب القدر ما هو كائن إِلى الأَبد " وعن الضحاك مكة تخربها الحبشة وتهلك المدينة بالجوع والبصرة بالغرق والكوفة بالترك والجبال بالصواعق والرواجف وخراسان بضروب وذكر غير ذلك.