الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ذَلِكَ مِمَّآ أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَتُلْقَىٰ فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَّدْحُوراً }

{ ذَلِكَ } المذكور من الأَوامر والنواهى { مِمَّا أوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ } يا محمد { مِنَ الْحِكْمَةِ } الوعظ البليغ أو معرفة الله سبحانه وتعالى لذاته والخير للعمل به، وحاصل هذه الآيات أمر بالتوحيد وأنواع البر والطاعات والإِعراض عن الدنيا والإِقبال إِلى الآخرة، وذلك حكمة لا يوجد الحكم مثلها وكان بعض المشايخ يقول مجامع الخيرات محصورة فى أمر صدق مع الحق وخلق مع الخلق، وذكر هشام بن عبد الله القرطبى فى تاريخ المسمى بهجة النفس، أنه دخل عبد الملك بن مروان على معاوية وعنده عمرو بن العاص فلم يلبث أن نهض فقال معاوية لعمرو ما أكمل مروءة هذا الفتى. فقال له عمرو إنه أخذ بأَخلاق أربعة، وترك أخلاقاً ثلاثة، أخذ بأحسن البشر إِذا ألقى، وبأَحسن الاستماع إِذا تحدث، وبأحسن الحديث إِذا حدث، وبأَحسن الرد إِذا خولف، وترك مزاح من لا يوثق بعقله، وترك مخالطة لئام الناس. وترك من الحديث ما يعتذر منه. { وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِى جَهَنَّمَ } أى تطرح فها والماضى إِلقاء أو يلقاك فيها أهلها من عبدة الأَصنام أو خزنتها، والماضى على هذا لقبه. { مَلُوماً } تلوم نفسك على ما فعلت ويلومك غيرك كالملائكة خزنتها { مَّدْحُوراً } مبعداً عن رحمة الله جل جلاله المطرود عنه والمخذول هو الضعيف لعدم الناصرة.