الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ كُلاًّ نُّمِدُّ هَـٰؤُلاۤءِ وَهَـٰؤُلاۤءِ مِنْ عَطَآءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً }

{ كُلاًّ } من الفريقين. { نُّمِدُّ } نعطى مدة بعد أُخرى عطاء متوالياً، { هَؤُلاَءِ } بدل كلا أى هؤلاءَ المريدين للعاجلة { وَهَؤُلاَءِ } المريدين للآخرة. { مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ } متعلق بنمد أى من معطاه فى الدنيا وهو الرزق يستوفى كلما قضى له يختلف بهما الحال فمريد الآخرة يشكر النعمة ويؤمن فله الكرامة فى الآخرة، ومريد العاجلة لا يشكر فله الخزى فى الآخرة. هذا قول الحسن وقتادة وذلك على طريق الالتفات من التكلم للغيبة فإِن مقتضى الظاهر من عطائنا { وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ } فى الدنيا. { مَحْظُوراً } أى ممنوعاً عن أحد بل يصيب مريد العاجلة ومريد الآخرة تفضلا لا يمنع عن عاص ومشرك. وقال ابن عباس فى رواية عطاء ربك الطاعة نعطيها لمريد الآخرة والمعصية نعطيها لمريد العاجلة ويعضد الأَول قوله وما كان عطاء ربك محظوراً وأقل ما تصلح هذه العبارة لمن يمد بالمعاصى ويعضده أيضاً.