الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ تَٱللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ ٱلْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }

{ تَاللهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا } رسلا { إِلى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ } بالأَمر بالإِيمان والتويحد والطاعات { فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ } أى وسوس لهم بتحسين أعمالهم الخبيثة من الشرك والمعاصى فأَصروا وكذبوا الرسل { فَهُوَ } أى الشيطان { وَلِيُّهُمُ } أى ولى الأُمم أى قرينهم ومتولى أُمورهم وبئس القرين { الْيَوْمَ } أى فى الدنيا وعبر عن زمانها باليوم أو المراد باليوم زمان التزيين لهم على حكاية الحال الماضية قدرها كأَنها حاضرة أو المراد يوم الحشر على حكاية الحال المستقبلة تنزيلا لها منزلة الحاضر ويجوز كون أل للعهد الذهنى أى فى اليوم المشهود الذى هو يوم القيامة ويجوز أن يكون معنى كونه وليهم أنه ناصرهم يوم القيامة أى إِن كان لهم ناصر فما هو إِلا الشيطان ومن كان الشيطان وليه فهو مخذول مغلوب مقهور وذلك نفى للناصر لهم على أبلغ وجه أو سمى ولياً لطاعتم إِياه أى تلوه اليوم فى الدنيا بالطاعة ويجوز كون الهاء فى وليهم لكفار قريش واليوم الزمان الذى هم فيه يغرهم ويغويهم بالمعاصى والتكذيب أو اليوم يوم القيامة ويجوز تقدير مضاف أى ولى أمثالهم، والأَولى على الأَوجه كلها أن يراد باليوم الدنيا أو وقت التزيين { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِِيمٌ } فى الآخرة وذلك تسلية لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ووعيد لهم.