الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ لِيُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَاذِبِينَ }

{ لِيُبَيِّنَ } الله متعلق بيبعث الذى ناب عنه بلى وقيل ببلى لنيابتها عنه ولو كانت حرفا وقال به أبو على وأبو الفتح ويجوز تعليقه بمحذوف أى يبعثهم ليبين { لَهُمُ } أى لمن يموت وهو عام للمؤمنين والكافرين ويجوز تعليقه ببعث فى قوله ولقد بعثنا أى ولقد بعثنا فى كل أُمة رسولا ليبين لهم أى لأُمته { الَّذِى يَخْتَلِفُونَ فِيهِ } وهو الحق كالتوحيد والبعث وليس الاختلاف فيما بينهم بل مع المؤمنين فكأَنه قيل يختلفون فيه مع المؤمنين والمراد ليبين لهم بالإِنزال ماذا أنزل اختلفوا فيه معهم بأَن يكفروا به ويؤمن به من قدر الله الرحمن الرحيم إِيمانه أو ليبين لهم ما اختلفوا فيه مع المؤمنين الماضين قبلهم أى ما خالفوهم فيه أو ليبين لهم ما يختلفون فيه مع المؤمنين من سائر الأُمور الدنيوية والدينية التى قالوها فهما من كلام كتابهم بلا نص فيه أو من كلام رسولهم وأنكره عليهم المشركون { وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ } وقولهم لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شىء لأَنهم يقولونه على معنى أنهم مجبرون أو على معنى أن تلك العبادة حسنة وإلا لصرفنا الله عنها وفى قولهم لا بعث وفى غير ذلك من زعماتهم وذلك الذى اختلفوا فيه هو الداعى إِلى بعثه الرسل كما قال وإلى بعث الموتى لبيان الحق والباطل وللجزاء ثم بين الله جل جلاله أن البعث وكلما أراد أمر هين بقوله { إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَئٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ }.