الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيلَ وَٱلْنَّهَارَ وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ وَٱلْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }

{ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ } ذللها بأَن هيأَها لنفعكم فلم تقدروا على الامتناع ومن انتفاعهم سكونهم بالليل وابتغاؤهم من فضل الله بالنهار ومعرفتهم عدد السنين والحساب والأَوقات والاهتداء فى البر والبحر بالشمس والقمر والنجوم وخروج الثمار ونموها ونضجها بحرارة الشمس والقمر بأَن جعلهما الله ونحوهما وغيرها أسبابا بالافاعلات بذاتها ومن قال المؤثر فى ذلك حركات الكواكب وأوضاعها والشمس والقمر بذاتها أَشرك وإِنما ذلك بإِيجاد الله لها وتقديره كما قال { مُسَخَّرَاتٌ } لكم أو لما خلقن له من المنافع أو لكم ولغيركم مما لا تعلمون أو معنى مسخرات مجعولات كما يشاء وهو اسم مفعول حال من الجميع مؤكدة على الأَول مؤسسة بعض تأسيس على الباقى أو مصدر ميمى بصيغة اسم المفعول لأَنه من غير الثلاثى مفعول مطلق بمعنى تسخيرات أى أنواع من التسخير { بِأَمْرِهِ } بإِيجاده وتقديره أو بحكمه أو بإِرادته فكيف يعتقد فلسفى أو منجم أن النجوم والشمس والقمر هى المتصرفات فى السفلى قبحهم الله وقرأ ابن عامر برفع الشمس على الابتداء وما بعده على العطف ورفع مسخرات على الإِخبار وقرأ حفص بنصب الشمس والقمر عطفا على ما قبل ورفع النجوم ومسخرات على الابتداء والإِخبار { إِنَّ فِى ذَلِكَ } التسخير { لآَيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } ذكر هنا العقل دون الفكر لأَن كل من له عقل صحيح يستدل به فى تلك الآيات العلوية لأَنها أوضح دليل وأظهره بخلاف النبات فإنه يحتاج إِلى استيفاء الفكر فى أحواله فذكر فيه التفكر والمراد مع ذلك بقوم يعقلون المؤمنون.