الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ ٱلَّيلِ وَٱتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَٱمْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ }

{ فَأَسْرِ } اذهب ليلا وهو من السرى وقرأ غير نافع وابن كثير بقطع الهمزة من أسرى إِسراء والمعنى واحد وهكذا حيث قال صاحب الأَقليد وقرأ فسر بإسقاط الهمزة وبكسر السين من سار يسير ليلا أو نهارا والمراد هنا السير ليلا { بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ } فى طائفة تبقى من آخر الليل أو طائفة من الليل مطلقا { وَاتَّبِعْ أَدْبَارِهُمْ } أى امشى خلفهم لتسوقهم وتسرع بهم وتطلع على أحوالهم حتى لا يبقى منهم أحد { وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ } إِلى القرية لئلا ينشق قلبه من معاينة ما يجرى عليهم من رفع القرية بما فيها وطرحها أو لئلا يغفل وتتعلق نفسه بمن فيها وبمسكنه فيها فترق نفسه فلا يكون موطن النفس على هجرة خالصة كاملة أو لئلا يصيبه ما أصابهم والالتفات النظر بالعين إِلى خلف ويجوز أن يكون المراد به التخلف والانصراف أى لا ينصرف أحدكم ولا يتخلف لغرض فيصيبه ما يصيبهم أو الاهتمام أى لا يهتم أحدكم بالقربة وأهلها وفرغوا قلوبكم منها وقيل الالتفات هنا كناية عن البطء فى السير أى لا يبطىء أحدكم فى السير وأسرعوا { وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ } وهو الشام عند ابن عباس رضى الله تعالى عنهما ومصر عند مقاتل والأُردن عند بعض وهو من الشام وقرية من قرى قوم لوط لم تعمل عملهم عند بعض والذى أقول به أن حيث ظرف مبهم غير محدود متعلق بامضوا بلا توسع وأن المراد به مطلق جهة يقصدونها بأَمر الله كما يقال مضى زيد نحو مكة وتقدم غير هذا وأنه لا يقدر ضمير منصوب بتؤمرون لأَن الجملة مضاف إِليها حيث لا ما قيل إِن الأَصل حيث تؤمرونه بتعدية تؤمر إِلى الهاء اتساعا ولا ما قيل من هذا ومن أن حيث ظرف مختص عدى إِليه امضوا بلا فى تنزيلا له لمنزلة المبهم على الاتساع نعم هذا التنزيل والاتساع صحيحان دون ادعاء أن الأَصل تؤمرونه.