الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } * { ٱدْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ }

{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ } أى الذين حذروا الشرك والمعاصى والإِصرار عليها وإِذا فعلوا ذلك تابوا عنه فإِن الله يغفر لهم ولو ماتوا على صغائر غفلوا عن التوبة عنها أو نسوها أو جهلوها أو اعتقدوا التوبة عنها فماتوا قيل بلا إِصرار، وعن ابن عباس اتقوا الكفر والفواحش ولهم ذنوب تكفرها الصلاة وغيرها { فِى جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } فى وسط بساتين وأنهار من ماء وخمر ولبن وعسل بيَان ذلك أن يكون منزل ولى الله داخل بستان ومن جوانبه بساتين وأن يكون الأَنهار من جوانبه وأمامه وخلفه ويحتمل أن تكون هذه العيون غير العيون الكبار التى فى الجنة يختص كل واحد من أهل الجنة بعيون ويحتمل الاشراك لأَنهم قد ظهروا من الحقد والحسد وليس المراد كما قيل أن ذلك توزيع، وأن لكل واحد جنة واحدة وعين واحدة بل لكل واحد جنات وعيون، وقرأ غير نافع وحفص وهشام وأبى عمرو بكسر عين عيون والعيون حيث وقعا فى القرآن. { ادْخُلُوهَا } مفعول لقول محذوف مستأَنف أو حال أو نائب لذلك القول أى قيل لهم أو مقولا لهم أو قال الله لهم أو قال لهم بعض ملائكته ادخلوا الجنات والعيون والحال ماضية محكية وقرأ الحسن أدخلوها بقطع الهمزة مضمومة وكسر الخاء على البناء للمفعول فالجملة على هذه القراءة مستأْنفة أو حال بنفسها بلا تقدير قول وعلى هذه القراءة لا بكسر لتنوين عيون، { بِسَلاَمٍ } متعلق بمحذوف حال والباء بمعنى مع، أى ثابتين مع سلامة من الموت والمرض والحزن والقروح وسائر الآفات أو أدخلوها ثابتين مع تسليم منهم يدخلون قائلين لمن يليهم من الملائكة وأزواج وخدم سلام عليكم أو ثابتين مع تسليم الملائكة عليهم، { آمِنِينَ } حال مؤكدة أن فسر السلام بالسلامة وموسسة أن فسر بالتسليم وصاحب الحال الأَولى أو صاحبها ضمير الاستقرار فى الأُولى.