الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ ٱلسَّاجِدِينَ }

{ إِلاَّ إِبْلِيسَ } استثناء منقطع لأَن إبليس ليس من الملائكة ويجوز أن يكون متصلا تنزيلا له منزلة واحد منهم إِذ كان فيهم وعابداً بعبادتهم، وزعموا عن ابن عباس أن إِبليس من حى من الملائكة يسمون الجان خلقوا من نار السموم وخلقت الجن من مارج من نار والملائكة من نور وإِن جماعة من الملائكة أُمروا بالسجود فأَبوا فأحرقهم الله بنار ثم قال لجماعة أُخرى من الملائكة أحدهم إِبليس اسجدوا لآدم فسجدوا إِلا إِبليس وهذا كذب. عن ابن عباس ـ رضى الله عنه ـ كيف يصف بعض الملائكة بالامتناع من السجود والله جل جلاله يقول فى غير آية سجد الملائكة كلهم أجمعون، قال فى السؤال الرابع والعشرين من السؤالات ما معناه أن الجان هو إِبليس وهو أبو الجن وأنه ليس من الملائكة وإِنما استثنى من الملائكة لأَن الأَمر شمله معهم كما أمرنا مع الجن وليسوا منا ولسنا منهم، وإِن ذلك رواية أبى صالح عن ابن عباس وإن الشيخ أبا يحيى إِسماعيل بن يحيى قال انظر إِليهم أى إِلى المخالفين أو إِلى الطلبة مبتدئين وجدوا فى كتاب أن الجان أبو الجن رجل صالح فأخذوها بل أبوهم إِبليس وإِن من جعله من الملائكة أشرك. ا هـ، باختصار وتصرف وإِذا جعلنا الاستثناء منقطعاً كما أن قوله { أبَى أن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ } لآدم متصلا بقوله إِلا إِبليس كأَنه قيل لكن إِبليس أبى، وإِذا جعلناه متصلا كانت الجملة جواباً لسؤال مقدر كأَنه قيل هلا سجد. فقال أبى استكباراً والمراد بالساجدين الملائكة من حيث إِنهم سجدوا.