الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ }

{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ } آدم وسمى من أنس الشىء بمعنى ظهر للبصر أو من أنس ضد الوحشة أو من نسى { مِن صَلْصَالٍ } طين يابس تسمع له صلصلة أى صوت إذا نقر كالذى يكون لأَثر الماء المجتمع قال ابن عباس الطين الحر الطيب الذى إذا صب عليه الماء تشقق وإِذا تحرك تقعقع وعنه التراب الطيب الذى يقع عليه الماء ثم ينحسر فيتشقق ويصير مثل الخزف وقال الكسائى ومجاهد الطين المنتن من قولك صل اللحم إِذا نتن، تضعيفه صلصل { مِّنْ حَمَإٍ } طين تغير واسود من طول مجاورة الماء متعلق بمحذوف نعت لصلصال أو بدل من قوله من صلصال بدل كل { مَّسْنُونٍ } مصور من سنه الوجه بضم السين وتشديد النون مفتوحة بمعنى صورة الوجه، وقال أبو عبيدة مصبوب من السنن بمعنى الصب كأَنه مصبوب فى قالب لييبس ويتصور كما هو كما يصب ما يذاب من الفضة فى قالب ليتصور وفسر ابن عباس ومعمر الحمأَ بالتراب المنتن المستل والمسنون بالمتغير وفسر مجاهد وقتادة الحمأَ بالمنتن المتغير ويجمع ذلك أنه قبضة من تراب بلت بالماء حتى أنتنت واسودت وتيبست حتى كان يتصلصل إِذا نقر أو يتصلصل بدخول الريح فيه، وكان أجوف. وعن ابن عباس خلق من طين لازب وهو اللازق الجيد ومن صلصال ومن حمأ مسنون وإِذا لم نفسر الصلصال ولا الحمأَ بالمنتن جاز تفسير المسنون بالمنتن من سنة الحجر بالحجر إِذا حككته به فإِن ما يسيل بينهما يكون مثلنا ويسمى السنين، وروى أنه خلق من جميع أنواع التراب الطيب والخبيث والأَحمر والأَسود والسهل والخشن.