الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ }

{ يُثبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَوْلِ الثَّابِتِ } كلمة التوحيد وسائر الحق تمكنت فى قلوبهم بالحجج، { فِى الْحَيَٰوةِ الدُّنْيَا } فلا يتحولون عنها ولو أكرهوا بأَنواع القتل كيحيى والمحرقين فى الأَخدود أو يتحولون عنها فى النطق إِذا كرهوا وقد اطمأَنت قلوبهم بها كعمار بن ياسر، { وَفِى الآخِرَةِ } أى عند السؤال فى قبره فينطلق فيه بما يسأَل عنه من جملة القول الثابت، وإنما يسأَل عن كلمة الشهادة ومن ثبت فيه ثبت يوم القيامة عند البعث والحساب وذلك هو ما ظهر لى فى تفسير الآية به ثم رأيته منسوباً للجمهور وقيل المراد بالحياة الدنيا حال موته وسؤاله فى قبره والآخرة يوم القيامة لا يدهشهم فى ذلك هول، وبه قال البراء بن عازب، والأَول أصح وبه قال مجاهد وطاووس وصححه الطبرى وقيل إن مذهب الجمهور ما عليه البراء بن عازب وأنه روى عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا سئل المسلم فى قبره قال أشهد أن لا إِله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فذلك قولُه تعالى { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت } ويجاب بأَنه ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ وقف فى حديثه على قولهِ بالقول الثابت، فى رواية. وقرأ فى رواية أُخرى إِلى { وفى الآخرة } ، فاحتمل أن سؤال القبر فسر بهِ قولهُ { وفى الآخرة } ، وإِنما يتعين ما قال البراء لو وقف على قوله فى الحياة الدنيا ولم يزد ولكنه وأمثاله بتفسير الحديث أدرى وأعلم، وقد روى ذلك أيضاً ابن مسعود، وأبو هريرة، وابن عباس، وأبو سعيد، وروى أبو سعيد يا أيها الناس إِن هذه الأُمة تبلى فى قبورها فإِذا الإِنسان دفن وتفرق عنه أصحابهُ جاءه ملك بيده مطراق وقد رجعت فيه روحه أى فى جملته على الصحيح وهو مذهب الجمهور ويدل له ظاهر الحديث أو من رأْسه إِلى صدره فأَقعده. فقال له ما تقول فى هذا الرجل يعنى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال بعض الصحابة ما أحد يقوم على رأْسه ملك بيده مطراق إلا هبل. فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت } ـ الآية ـ وذكر أبو عمرو بن عبد البر عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " كيف بك يا عمر إذا جاءك منكر ونكير إِذا مت وانطلق بك قومك فقاسوا ثلاثة أذرع وشبراً فى ذراع وشبر ثم غسلوك وكفنوك وحنطوك ثم احتملوك فوضعوك فيهِ ثم أهالوا عليك التراب وانصرفوا وجاءك منكر ونكير فتانا القبر أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف يجران شعورهما معهما مرزبة لو اجتمع عليها أهل الأَرض لم يقلبوها، فقال يا رسول الله إِن فرقنا أى خفنا بحق أن نعرف أنبعث على ما نحن عليه. قال نعم إِن شاء الله. قال إِذا أكفيكهما "

السابقالتالي
2 3 4 5