الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا لَنَآ أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَآ آذَيْتُمُونَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ }

{ وَمَا لَنَّا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ } الاستفهام للإِنكار، أى لا عذر لنا فى ألا نتوكل وحذف الجار كما رأيت وهو متعلق بالاستقرار الذى تعلق به لنا وذلك هو المتبادر عندى وعليه الزمخشرى وابن هشام وقيل لا زائدة والمصدر مفعول به الجار والمجرور نظراً إلى أن المعنى ما منعنا التوكل ويرده أنه لم يعهد عمل الجار والمجرور فى المفعول به الصريح وأنه لا وجه لتضمين لنا معنى منعنا وأن الأَصل عدم الزيادة، وقال الأَخفش إن زائدة ناصبة، وكان يجيز عمل أن الزائدة كما يعمل الجار الزائد ويرده أن الأَصل عدم الزيادة وأنها لو كانت زائدة لم تعمل لعدم اختصاصها كما يختص حرف الجر الزائد بالاسم فقد دخلت على الحرف فى قوله
فأمهله حتى إذا إِن كأَنه معاطى يدى فى لجة الماء غامر   
وعلى الاسم فى قوله
كان ظبية تعطوا إلى ورق السلم   
فى رواية جر ظبية وكذا البحث فى وما لنا ألا نقاتل فى سبيل الله، وعلى قول الأَخفش تكون جملة لا نتوكل على الله حالا من مجرور اللام { وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا } حالا من المستتر فى نتوكل والمعنى ما لنا ألا نتوكل على الله والحال قد هدانا سبلنا التى يجب علينا سلوكها فى الدين ووفقنا إليها التى بها نعرفه ونعلم أن الأَمر كله بيده وقرأ أبو عمرو فى رواية عنه بسكون الباء هنا وفى العنكبوت { وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَآ ءَاذَيْتُمُونَا } أى على إِيذائكم فما مصدرية أو على أما آذيتمونا به فما اسم موصول حذف رابطه شذوذاً لأًَنه مجرور بغير ما جر به لموصول ومتعلق بمالم يتعلق به أكدوا توكلهم بالقسم على الصبر على الأذى الجارى منهم كقولهم أنتم سحرة أو كهنة أو كاذبون، { وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُتَوَكِّلُونَ } أعادوا الأَمر بالتوكل لأَن الأَول مقيد بالمؤمنين والثانى مطلق فى كل أحد كأنهم قالوا من أراد التوكل فليتوكل على الله لا على غيره إذ هو المتأَهل للتوكل عليه فالمتوكلون بمعنى من بدى التوكل هذا ما ظهر لى، وقال الزمخشرى المعنى فليثبت المتوكلون على ما استحدثوا من توكلهم أى من توكلهم المسبب عن إيمانهم كما قال القاضى فالأول استحداث توكل والثانى استثبات عليه ومن كان به وجع اليدين أو الرجلين أو النظرة، كتب وما لنا ألا نتوكل الآية وعلقها يبرأ بإِذن الله ومن به نظرة من الإِنس أو الجن قرأها على جرة مملوءة ماء من بئر ويخرج ليلا إلى مفرق الطرق ويغتسل به ثلاث ليال تزول إِن شاء الله ومن قرأها للبراغيث على ماء سبع مرات ويقول إِن كنتم آمنتم بالله فكفوا شركم عنا أيتها البراغيث ورشه حول مرقده لم تضره بإِذن الله. قيل أخذ الله على الكلب أن لا يضر من قرأ وكلبهم باسط، وعلى العقرب أن لا تضر من قرأ سلام على نوح فى العالمين، وعلى البرغوث أن لا يضر من قرأ وما لنا ألا نتوكل على الله.