الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَآ أَن نَّأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَعلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ }

{ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ } أى ما، { نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } سلموا أنهم مثليهم فى البشرية ولم يذكروا فضلهم تواضعاً واقتصروا على قولهم، { وَلَكِنَّ اللهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ } بالنبوة لعلمه بأَنهم أهل لها دون سواهم وفى ظاهر الآية دليل على أن الرسالة اضطرارية لا اكتسابية وإِنما هى لحسب عطاء الله وتفضله وهو الصحيح عندى وكذا النبوة وعلى أن ترجيح بعض الجائزات بمشيئة الله تعالى فإِن جعل النبى غير نبى بيانا جائزا بمعنى أن من كان نبياً ليس مستحقاً بالنبوة بالذات ومن لم يكن نبياً ليس مستحقاً لعدم النبوة بالذات وكذا الرسالة فافهم ولا تقلد من قال بغير ذلك { وَمَا كَانَ } أى ما أمكن { لَنَا أَن نَّأتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ } بأَمره وإِقداره إيانا على الإِتيان به وإلا فلا طاقة لنا به { وَعَلَى اللهِ } لا على غيره { فَلْيَتَوَكَّلِ } الفاء صلة ولذلك لم تمنع تعليق ما فبلها بما بعدها { الْمُؤْمِنُونَ } فى دفع شرور أعدائهم وعنادهم أُمر للمؤمنين كافة بالتوكل للإِشعار بما يوجب التوكل وهو الإِيمان وهم إِما داخلون فى عموم كلامهم وإِما غير داخلين لكن يدخلون فى وجوب التوكل بتلويح بوجود الإِيمان فيهم وعلى كل حال فالمراد أولا وبالذات إغراء أنفسهم على التوكل والإِخبار بأَنهم أحق به كأَنهم قالوا ومن حقنا أن نتوكل على الله فيما يجرى علينا منكم كما قال.