الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ وَمَا تَغِيضُ ٱلأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ }

{ الله يعْلَم ما تحْمِل كلُّ أنثى } ما موصول اسمى، أى يعلم ما تحمله الأنثى قبل أن تحمله فى حال الحمل على أى حال من أحواله الحاضرة والمترقبة، كذكورة وأنوثة، وتمام ونقصان، وحسن وقبح، وطول وقصر، وبياض وسواد، أو موصول حرفى أى يعلم حمل كل أنثى. { وما تَغيضُ الأرْحامُ وما تزْدادُ } ما فى الموضعين موصول اسمى، أى وما تنقصه وما تزداده من عدد الولد وجسده، فإنه يكون عظيما وغير عظيم، ومدة الولادة والدم، فإنه يقل ويكثر، وأدخل بعضهم عدد الولد فى قوله { ما تحمل كل أنثى } أو موصول حرفى، أى وغيض الأرحام وازديادها، والغيض النقص، يستعمل متعديا كقوله تعالى { وغيض الماء } فالماء مفعول به ناب عن الفاعل، ولازما نحو غاض الماء، أى نقص بنفسه، وكذا ازداد يكون مطاوع زاد المتعدى لاثنين، فيتعدى لواحد، أو يكون موافق المجرد المتعدى لواحد فيتعدى لواحد نحو { وازدادوا تسعا } ويكون مطاوع المتعدى لواحد فيكون لازما، إذ يكون موافقا لزاد اللام فيكون لازما، وإذا جعلتهما لازمين تعين كون ما فى الموضعين موصولا حرفياً. إسناد الفيض والازدياد للأرحام مجاز عقلى فإنهما لله أو للولد، إلا إذا فسرا بنقص الدم وازدياده، فإسنادهما إلى الأرحام حقيقة، والدال الأولى من تزداد بدل التاء، ووزنه تفتعل، وأصله تزتيد، قلبت دالا ثم الياء ألفا لترحكها بعد فتح. وقيل غيض الأرحام حيض الحامل، فإنه نقصان من الدم من داخل لخارج، ويلزم منه نقصان الولد، لأنه غذاؤه، وازديادها بقاء الدم فيها بعد مجيئه إليها من عروق الحامل، أو من حيث شاء الله، فلزم ازدياد الولد لوفور غذائه، وذلك قول الجمهور. وقيل إذا حاضت فى وقت الحمل نقص الغذاء وازدادت مدة الحمل حتى يستكمل تسعة أشهر، وإن زادت على التسعة فالنقص فى الغذاء والزيادة تمام الحمل، ولعل هذا مذهب عكرمة، وقال الضحاك غيض الرحم أن تسقط الولد والزيادة أن تضعه لمدة كاملة ونحوه عن قتادة، وقال الحسن الغيض النقص عن تسعة أشهر، والزيادة زيادتها على التسعة، وأقل ما يوضع الولد إليه، ويعيش تمام ستة أشهر وخروجهن لا مع التمام، وأكثره سنتان عند أهل العراق، وأبى عبيدة، مسلم، وسفيان الثورى، وأهل الرأى، وأبى حنيفة، وعائشة. قال أبو يعقوب يوسف بن خلفون ذكروا عن الضحاك بن مزاحم، وهرم بن حيان أنهما ولدا على سنتين سنتين، وقال محمد بن عبد الله ابن الحكم أكثره سنة، وقال مالك، والشافعى، وجماعة أربع سنين، قال حماد بن أبى سلمة سمى هرم بن حيان هرما لأنه بقى فى بطن أمه أربع سنين. وروى عن مالك أن أكثره خمس سنين لما بلغه أن امرأة ابن عجلان ولدت على خمس سنين، وقيل لا حد لذلك، قال الزهرى تحمل المرأة ست سنين وسبع سنين، ويكون الولد محشوشا، فى بطنها، وقد روى أن امرأة ولدت لعشرين سنة، وذلك نادر جدا، ومرجع ذلك أنه لا حد لأكثر عدد الولد فى البطن، فقد ولدت امرأة أربعة من بطن، وأخرى خمسة، وأخرى سبعة، وأخرى اثنى عشر، وأخرى سبعة عشر، وأخرى أربعين.

السابقالتالي
2