الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا ٱلْحِسَابُ }

{ وإنْ ما } إن الشرطية ادغمت نونها فى ميم ما التى هى صلة للتأكيد ولذلك ساغ توكيد الفعل بعد النون { نُرينَّك بَعْضَ الَّذِى نَعدُهم } من العذاب، والهاء لكفار قريش { أو نُتوفينَّك } أى سواء أريناك بعض الوعيد أو أمتناك قبله { فإنما عليْكَ البلاغُ } لا غير، وهو اسم مصدر بمعنى التبليغ، وهذا جواب إن، وقيل الفاء للتعليل، والجواب محذوف، أى فإنا المنتقمون، لأنه ما عليك إلا تبليغ الوحى، وقيل جواب إن محذوف، أى فإما نرينك بعض الذى نعدهم فذلك، وجواب نتوفينك تقديره فإنَّا المنتقمون، لأنه ما عليك إلا البلاغ، أو هو فإنما عليك البلاغ، واستحق جوابا لعطفه على الشرط. { وعَليْنا } لا عليك { الحِسابُ } يوم القيامة للجزاء، فلا تهتم بهم، ولا تستعجل فما هم بفائتينا، قيل الآية نهى عن القتال، فهى منسوخة بآية السيف، قلت ليست نهيا عنه، فضلا عن أن تنسخ، وأما لحصر فى { فإنما عليك البلاغ } فأضافى منظور فيه إلى الهداية، أى إنما عليك البلاغ لا الهداية، أو البلاغ لا الحساب، كما يدل عليه السياق، وادعى بعضهم الإجماع على نسخها، وليس كذلك كما نص عليه السيوطى.