الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يَمْحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ ٱلْكِتَابِ }

{ يمحُوا الله ما يشاء } وحذفت الواو فى الخط شذوذا كما حذفت نطقا { اللّهُ ما يشاءُ } من الشرائع والفرائض بالنسخ { ويُثبتُ } ما يشاء أن لا ينسخه، أو يثبت ما يشاء بدل ما نسخ لحسب المصلحة، قاله سعيد بن جبير، وقتادة، وقرأ ابن كثير، وعاصم، وأبو عمرو بإسكان المثلثة وتخفيف الموحدة وتفسير المحو والتثبيت بالنسخ والإحكام بكسر الهمزة هو الصحيح، كما يدل عليه عبارة الكشاف. قال البوصيرى فى الرد على أهل الكتاب فى إنكار النسخ وأراهم من يجعل الواحد القهار فى الخلق فاعلا ما يشاء، أى لامتناع النسخ عليه يستلزم قهره وعجزه، قال جوزوا النسخ مثل ما جوزوا النسخ عليهم، ولأنهم فقهاء، أى لو كانوا فهماء لجوزوا نسخ كتاب بآخر، ونسخ بعض كتاب بالبعض الآخر، كما أقروا بمسخ طائفة منهم قردة وخنازير، قال هو إلا أن يرفع الحكم بالحكم، وخلق فيه وأمر سواء، أى وخلق فى المسخ للصورة الثانية بعد إذهاب صورته الأولى، وأمر أى تصرف بمنع الحكم الأول، وإيجاد الثانى فى النسخ، فالمسخ والنسخ سواء، قال الشاعر
ولحكم من الزمان انتهاء ولحكم من الزمان ابتداء   
وقال الحسن يمحو الله أجل من انقضى أجله من الكتاب، ويثبت فيه أجل من لم ينقض أجله، ويثبت أجل من حدث، وكذلك الحيوان والجمادات، وقيل يكتب المكان كل ما فعل المكلف، فإذا كان يوم الاثنين والخميس محى من كتاب ما لا ثواب ولا عقاب عليه، وأثبت ما عليه ثواب أو عقاب، وهو قول الضحاك والكلبى. وقال عكرمة يمحو كفر التائبين ومعاصيهم بالتوبة، ويثبت إيمانهم وطاعتهم، ويبدل السيئات حسنات فيثبتها فى مكان السيئات. وقال ابن عباس يمحو حسنات من مات على الضلالة، ويثبت حسنات من مات فى الطاعة. وفى رواية عن الحسن يمحو ذنوب من يشاء، ويثبت ذنوب من يشاء، وقيل يمحو ما ظهر للملائكة أنه ذنب، وليس ذنبا عند الله تعالى، لاطلاعه على ما فى القلب، ويثبت ما عمل بقلبه من خير ولم تعلم به الملائكة. وقيل يمحو أحكام السنة الماضية، ويثبت أحكام المستقبلة، وذلك أول السنة، أو ليلة النصف من شعبان قولان أصحهما الثانى وقال مجاهد ليلة القدر، وقال الربيع يمحو روح النائم بإمساكها فيموت، ويثبت روح الآخر بإرسالها إليه. وقيل يثبت توجيه المصيبة إلى أحد، وقد لم أنه لا تصيبه، ثم يمحوها بالدعاء والصدقة، مثل أن يقصدك ظالم أو أسد فينجيك الله منه بدعاء أو صدقه. وقيل يمحو قرنا ويثبت آخرين، وقال السدى يمحو القمر بإزالة نوره شيئا فشيئا، ويثبت الشمس. وأخرج الطبرانى بسند ضعيف، عن ابن عمر، " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " يمحو الله ما يشاء إلا الشقاوة والسعادة والحياة والموت "

السابقالتالي
2