الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ }

{ ولَقَد أرْسلنَا رسُلاً مِنْ قَبلكَ } بشرا مثلك، وهذا رد عليهم، إذ زعموا أن الله لو شاء الرسالة لاختار لها ملكا من الملائكة { وجَعَلنا لَهم أزْواجا } مثلك، وقد كان لسليمان ثلاثمائة امرأة حرة وسبعمائة سرية، وهذا رد على اليهود لعنهم الله، إذ زعموا أن هذا الرجل يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم ماله همة إلا فى النساء، ولو كان رسولا كما زعم لاشتغل عن ذلك بالزهد، وقيل قال ذلك المشركون { وذُريَّةً } كما لك ذرية، وهذا رد عليهم، إذ زعموا أعنى اليهود أو المشركين أنه لو كان رسولا لم يشتغل بالتماس الولد. { ومَا كانَ لرسُولٍ } ما صح له، أو ما كان فى طاقته { أنْ يأتىَ بآيةٍ } يطلبها قومه { إلا بإذْنِ اللّهِ } لأنَّهم عبيد مربوبون، فما كان منهم من الآيات كالعصى والناقة فبإذن الله ومشيئته، وهذا رد على من يطلب منه الآيات كقريش، وكفار المدينة واليهود. { لِكلِّ أَجلٍ } مدة { كِتابٌ } حكم مكتوب على العباد يصيبهم، أو يفرض عليهم على ما تقضيه الحكمة والصلاح، فمن ذلك تأخير العذاب، فقد تضمن هذا ردا عليهم فى استبطائهم العذاب الذى وعده لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقولهم إن كنت رسولا فأتنا به، والرد على اليهود فى إنكار النسخ، أو لكل أجل أجله الله لشئ كتاب كتبه فيه، أو لكل مدة مخصوصة عند الله كتاب ينزله فيها على نبى، ولذلك قيل إن هنا قلبا، والأصل لكل كتاب أجل ينتهى حكمه إلى الأجل، فيكون هذا وما بعده فى الرد على منكرى النسخ، أو يخص هذا بما يصيب الناس من خير وشر، وما بعد بالنسخ. روى أن اليهود، قبحهم الله، يقولون إن محمدا يأمر أصحابه بأمر اليوم ويأمرهم بخلاف غدا، وما ذلك إلا لأنهم يقولون إنه يقول من تلقاء نفسه فنزل { يمحُوا اللهُ ما يشاءُ... }