الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ تَٱللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ ٱلْقَدِيمِ }

{ قالُوا } أى قال الذين خاطبهم بقوله " لولا أن تفندونى " وهم من حوله من ولد ولدٍ وقرابة { تَالله إنَّك لفى ضَلالكَ } ذهابك عن الصواب { القَديمِ } من ذكر يوسف، والطمع فى حياته، والإفراط فى محبته، وإكثار ذكره، ورجاء لقائه. ولما وصل البشير ويهودا أرض كنعان، تقدم البشير فوجد أمه تغسل ثوب يعقوب عليه السلام، فسألها عن منزل يعقوب عليه السلام، قالت ما تريد منه، هو حزين لا يلتفت إلى أحد، ولا يصغى إلى كلام أحد، ولا يقضى حاجة أحد، هو كبت حزين ليلا ونهارا. فقال لها طولت القصة، قولى أين منزله فإنى رسول يوسف إليه، فصاحت صيحة وقالت يا رب أهكذا وعدتنى؟ قال لها البشير مالك يا أمة الله، فقصت عليه قصتها، فقال لها ما اسم ولدك؟ قالت له اسمه البشير، فقال لها قومى فقد جاءك الله بولدك، أنا البشير، فقامت وضمته لصدرها، وبكيا بكاء شديدا، ووضعت خدها على خده ساعة، ومضيا معا إلى منزل يعقوب تدله عليه، وهو من ورائها حتى وصل يعقوب عليه السلام، فلما أرادت أن تكلمه خرت مغشيا عليها، فوصل يهودا بالقميص، فوجد البشير على الباب، فغشيا على يهودا من الفرح، فأخذه البشير وألقاه إلى يعقوب وهو ملفوف كما لفه يوسف، فألقاه يعقوب على وجهه فارتد بصيرا كما كان أول مرة، كما قال الله سبحانه وتعالى { فلمَّا أن جَآءَ... }.