الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَمَّا فَصَلَتِ ٱلْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ }

{ ولمَّا فَصَلت العِيرُ } قيل خرجت من عريش مصر، وهى بلدة من أعمال مصر خربت، يقال فصل من البلد إذا انفصل منه، من هو جواز حيطانه، وقيل من مصر متوجها إلى كنعان { قالَ أبوهُم } لمن حوله من أولاد أولاده وقرابته، وزعم بعض أنه قال لبعض بنيه { إنِّى لأجدُ ريِحَ يوسفَ } وجده من ثمانين فرسخا، وقيل بينه وبين القميص مائة وأربعين فرسخا، وقال الحسن بينهما ثلاثون فرسخا، وقال ابن عباس ثمانية أيام، وقال مجاهد ثلاثة أيام، وجد ريح الجنة، فعلم أنه من ريح قميص يوسف. { لَوْلا أنْ تُفنِّدونَّ } تنسبوننى إلى الفند، وهو نقصان عقل من هرم، ولذلك لا يقال عجوز مفندة، لأن نقصان عقلها ذاتى وقيل الفند ضعف الرأى، وقيل السفه، وقيل الجهل، وجواب لولا محذوف، أى لصدقتمونى، أو لقلت إنه قريب، وإنما لم أقرده مما قبلها، لأن وجدان ريح يوسف متحقق ولو فندوه.