الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىۤ إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّيۤ أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

{ ولمَّا دَخَلوا عَلَى يُوسفَ آوَى } ضم { إليه } إلى نفسه { أخاهُ } بنيامين فى الطعام، وفى الكرسى، وفى البيت للخلوة، وعند رفع رأسه إلى حجره { قالَ إنِّى } وسكن الياء غير نافع وابن كثير وابن عمر { أنا أخوكَ } يوسف { فلا تَبتئس } أى لا تتضرر باجتلاب الحزن، وهو يفتعل من البؤس. { بمَا كانُوا يعْملُون } فينا فإن الله سبحانه وتعالى قد أحسن إلينا، وجمعنا على خير وصفح عن إخوته، وصفا لهم، فأراد أن يكون بنيامين كذلك، ولا تعلمهم بما علمتك، وبكيا واعتناقا، وبكت الملائكة، وخر بنيامين ساجدا، وغشى عليه من الفرح. وعن وهب بن منبه أنه لم يعرف إليه، ولكن قال إنى أنا أخوك بدل أخيك المفقود، فلا تبتئس بما كنت تلقى منهم من الحسد والأذى، فقد أمنتهم قبل، ويحتمل أن يريد فلا تبتئس بما يفعل فتيان يوسف من أمر السقاية ونحو ذلك. وفى عرائس القرآن لما دخلوا على يوسف فى الكرة الثانية قالوا يا أيها العزيز هذا أخونا الذى أمرتنا أن نأتيك به، قد جئنا به، قال أحسنتم وأصبتم، وتجدون ذلك عندى، ثم أنزلهم وأكرمهم وأنزلهم وأضافهم،وجلس كل اثنين على مائدة فبقى بنيامين واحدا، فبكى وقال لو كان أخى يوسف حيا لأجلسنى معه، قال لهم يوسف هذا أخوكم هو وحيد فريد أجعل معى على مائدتى، فأكل معه، فلما كان الليل أمر لهم بمثله، فجلس كل أخوين على فراش واحد، فبقى بنيامين وحده فقال هذا ينام معى على فراشى، فنام معه وضمه إلى صدره، وجعل يشم رائحته حتى أصبح فجعل روبيل يقول ما رأينا مثل هذا. ولما أصبح قال لهم أرى هذا الذى جئتم به ليس معه ثان فاضمه إلى ليكون منزله معى، ثم أنزلهم منزلا واحدا، وأنزل معه أخاه، وأجرى عليهم الطعام، وخلا له وقال ما اسمك؟ قال بنيامين؟ قال وما بنيامين؟ قال ابن المتكل، لما ولدت هلكت أمى، قال وما أسمها؟ قال راحيل بنت لايان بن نوبيل بن فاخور، فقال هل من ولد لك؟ قال عشرة أبناء، قال فما أسماؤهم؟ قال لقد اشتققت أسماءهم فى شأن أخى من أبى وأمى، قال ما اسمه؟ قال يوسف، قال لقد اعتراك بذلك حزن شديد، قال هم بلع، لأن أخى ابتلعته الأرض، وبكر لأنه بكر أمى، وشكلا لأنه على شكل أمى وأبى، وأكبر لأنه أكبر منى، ونعمان لأنه ناعم بين أبويه، وورد لأنه بمنزلة الورد فى الحسن، وحيتم لأنه أبى أخبر أنه حى، وموتع لأنى لو رأيته لقرت عينى وتم سرورى، ويوسف لئلا يخرج اسمه من بيتنا. فقال له يوسف تحب أن أكون أخاك بدلا من أخيك الهالك؟ قال أيها الملك ومن يجد أخا مثلك، ولكن لم يلدك يعقوب ولا راحيل، فبكى يوسف وقام وعانقه وقال { إنى أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون } ولا تعلمهم بشئ من هذا.

السابقالتالي
2 3