الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلاۤ أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ ٱلسُّوۤءَ وَٱلْفَحْشَآءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُخْلَصِينَ }

{ وَلقدْ هَمَّت بهِ } قصدت منه الجماع، { وَهمَّ بها } قصد ذلك فيما قيل. وروى أنها همت به حتى اضطجعت له، وهم بها فحل سراويله، قلت هذا لا يصح فى جنبه، وأما الأول فإن كان هم عزم فالواجب أن ننزهه عنه، وإن كان هم طبع ضروريا، فلا إِشكال بل بمدافعته يقوى الأجر له لشدة مكابدته بالدفع، ولا وزر فى الهم ما لم توطن عليه النفس، وإن وطنت ولم تعمل كتبت عليها خطيئة الهم وهى أدنى من خطيئة العمل، وبهذا يجمع بين حديث لا تكتب خطيئة على الهم، وحديث تكتب عليه. قال عياض والصحيح تنزيههم قبل النبوة أيضا من كل عيب، قيل لو كان همه كهمها عن عزيمة لما مدحه الله بأنه من المخلصين، وقيل هم بضربها ودفعها، وقيل بالنظر إليها، وهذا أيضا لا يجوز أن يعتقد فيه، فإن كان هم عزم، والنظر نظر شهوة وإلا فلا بأس. قال فى زهر الأكمام ليس كما يقول القصاص والمكذبون والمتشدقون أنه حل العقد وهمّ بها حتى صرفه الله عز وجل بالبرهان ا هـ. وقد زعموا عن ابن عباس أنه حل العقد، وقعد بين شُعَبها الأربع مستلقية على قفاها، إن ذلك قبل النبوة غير قادح، وذلك زعم باطل وكذب، عن ابن عباس، عن مجاهد حل سراويله وجعل يعالج ثيابه، قيل هذا قول الأكثر، ونسب لابن جبير والحسن، وذلك كذب وضع على مجاهد، ومن ذكرهما قال الفخر. وعن الضحاك جرى الشيطان بينهما وضرب بيده إلى عنق المرأة حتى جمع بينهما، وهذا ضعيف لا يعتقد، وعن ابن عباس هم بها تمنى أن تكون له زوجة. وفى عرائس القرآن وأما ما كان من هم يوسف بها وهمها به فقال السدى، وابن إسحاق لما أرادت امرأة العزيز مراودة يوسف، جعلت تذكر محاسنه وتشوقه إلى نفسها، فقالت يا يوسف ما أحسن شعرك! قال هو أول ما يبلى منى بعد موتى، وأول ماينتثر من جسدى، قالت يا يوسف ما أحسن عينيك! قال هما أول ما يسيل، قالت يا يوسف ما أحسن وجهك! قال ربى تعالى صورة فى الرحم، قالت يا يوسف صورة وجهك قد أنحلت جسمى، قال الشيطان يعينك على ذلك، قالت يا يوسف الحبيبة قد التهبت ناراً قم فأطفها، قال إن أطفأتها ففيها إحراقى، قالت يا يوسف الحبيبة قد عطشت قم فاسقها، قال من كان المفتاح بيده هو أحق بسقيها، قالت يا يوسف فراش الحرير قد بسطته قم فاقض حاجتى، قال إذن يذهب نصيبى من الجنة. قالت يا يوسف ادخل تحت الستر منى فأسترك به، قال لا ساتر عن الله إن عصيته، قالت يا يوسف ضع يدك على صدرى أشتف بذلك، قال سيدى أحق بذلك منى، قالت أسقيه سما ويموت، قال لا أنجو يوم القيامة إن أطعتك.

السابقالتالي
2 3 4