الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ }

بسم الله الرحمن الرحيم { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ } إياك على أعدائك من قريش وغيرهم وقيل جنس نصر الله للمؤمنين وعن بعضهم أن النصر هو كمال الدين وإظهاره * { والفَتْحِ } فتح مكة وقيل فتح مكة وفتح سائر البلاد وقيل الإقبال الدنيوي الذي هو تمام النعمة، والمعنى إذا حضر نصر الله والفتح وحصلا ولكن عبر بالمجيء تجوزا للإشعار بأن المقدرات متوجهات من الإزال إلى أوقاتها المعينة فتقرب منها شيئا فشيئا وقد قرب النصر والفتح من وقتهما فكن مترقبا لورودهما مستعدا لشكرهما، وقال ابن عمر نزلت هذه السورة بمنى في أواسط أيام التشريق في حجة الوداع وعاش بعدها ثمانين يوما ونحوها وقرأ ابن عباس إذا جاء فتح الله والنصر. بيان فتح مكة من الثعالبي والسهيلي وغيرهما وهو الفتح الذي استبشرت به أهل السماء وضربت أطناب عزه على مناكب الجوزاء ودخل الناس في دين الله أفواجا وأشرق به الهر ضياء وابتهاجا، خرج له صلى الله عليه وسلم بكتائب الإسلام وجنود الرحمن لنقض قريش العهد الذي وقع بالحديبية فإنه كان قد وقع الشرط أنه من أحب أن يدخل في عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهده فعل ومن أحب أن يدخل في عقد قريش فعل، فدخلت بنو بكر في عقد قريش وعهدهم ودخلت خزاعة في عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان بين بني بكر وخزاعة حروب وقتلى في الجاهلية فتشاغلوا عن ذلك لما ظهر الإسلام فلما كانت الهدنة خرج نوفل بن معاوية الدئلي من بني بكر في بني دئل حتى بيت خزاعة وهم على ماء لهم يقال له الوتير فأصاب منهم رجلا يقال له منبه واستيقظت لهم خزاعة فاقتتلوا إلى أن دخلوا الحرم ولم يتركوا القتال ومدت قريش بني بكر بالسلاح وقاتل بعضهم معهم ليلا في خفية وخرج عمرو بن سالم الخزاعي في أربعين راكبا من خزاعة فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرونه بالذي أصابهم ويستنصرونه فقام وهو يجر رداءه وهو يقول لا نصرت إن لم أنصركم بما أنصر منه نفسي. وعن ميمونة سمعته صلى الله عليه وسلم يقول في متوضاه ليلا لبيك لبيك لبيك ثلاثا نصرت نصرت نصرت ثلاثا فلما خرج قلت يا رسول الله سمعتك تقول في متوضاك كذا وكذا فهل معك أحد وقال صلى الله عليه وسلم هذا رجل من بني كعب يستصرخني ويزعم أن قريشا أعانت عليهم بني بكر ثم عليه السلام فأمر عائشة أن تجهزه ولا تعلم أحدا قالت فدخل عليها أبو بكر فقال يا بنيتي ما هذا الجهاز فقالت والله ما أدري فقال والله ما هذا زمان غزو بني الأصفر أي النصارى فأين يريد صلى الله عليه وسلم قالت فأقمنا ثلاثا ثم صلى الصبح بالناس فسمعت الراجز ينشد هذه الأبيات

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8 9 10  مزيد