الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ }

{ وتلْكَ } إشارة إلى قبيلة عاد، كأنها حاضرة مرئية هذا ما يظهر به، وأفسر به الآية، أو أشار إليهم بواسطة ظهور قبورهم وآثارهم للعرب فى الأسفار، فإن حضورهم بالقبر والأثر كحضورهم بالجسم أو أشار إلى القبور والآثار نفسها، فيقدر الإضافة على هذا القول فى قوله { عادٌ } أى قبور وآثار عاد، كأنه قيل سيروا فى الأرض وانظروا آثارهم وقبورهم، فاعتبروا وهم عاد الأولى، وذلك مبتدأ أو خبر وقوله { جَحدُوا بآيات ربِّهم } مستأنف فى كفرهم، أو خبر ثان أو هو الخبر وعاد بيان أو بدل. { وعَصَوْا رُسُله } الظاهر أن الله عز وجل أرسل إليهم رسلا متعددة وكذبوها، وقيل إنه لم يرسل إليهم إلا هوداً، أو هو واضح وأنسب بآيات الشعراء إذ كان يذكر فيها أن عاداً كذبت المرسلين، ثم يقولإذ قال لهم أخوهم هود } وإن قوم فلان أو القوم المسمى بكذا كذبت المرسلين، ثم يقول إذ قال لهم أخوهم فلان. وفائدة ذلك التنبيه على أن من كذب رسولا فقد كذب جميع المرسلين، باشتراكهم فى أصل واحد وهو التوحيد، فالرسل على الوجه الأول رسل الله إليهم، أو جميع الرسل، لأنهم إذا كذبوا رسلهم فقد كذبوا جميع الرسل، وعلى الثانى رسولهم الواحد وهو هود وسائر الرسل، ويجوز أن يراد بالرسل هود وحده تعظيما له. { واتَّبعُوا } حكم على المجموع، أو يقدر مضاف أى اتبع سفلتهم { أمْر كُلِّ جَبَّارٍ } طاغ { عَنيدٍ } معارض للحق، بمعنى معاند من عَنَدَ يعند وكبراءهم.