الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَّآ أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّونَهُ شَيْئاً إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ }

{ فإنْ تَولَّوا } مضارع وفاعل، لا ماض وفاعل، وأصله تتولوا، حذفت إحدى التائين بدليل الخطاب قبل وبعد، وإن جعل ماضيا فالغيبة فيه على طريق الالتفات عن الخطاب السابق، والوجه الأول أولى، والمراد فإن تعرضوا عما أدعوكم إليه لم أعاتب، فحذف الجواب وناب عنه تعليله وهو قوله { فَقَد أبلغْتكُم ما أرْسِلتُ به إليْكُم } من العقائد والأحكام، ولم أفرط وما علىَّ إلا الإبلاغ ولا عذر لكم. { ويسْتخلفُ ربِّى } عطف على الجواب وأهمل عنه الجوازم، فكان مرفوعا، لأنه لم يعمل فى لفظ الجواب، وتدل لهذا قراءة ابن مسعود بالجزم عطفا على محل الجواب، وهو قد أبلغتكم، فإنه جواب بالنيابة فهو فى محل جزم، أو الرفع استئناف. { قَوْماً غيْركُم } فى دياركم وأموالكم، أو حيث شاء يوحدونه ويعبدونه { ولا تضرُّونه شَيئاً } أى لا تضرونه ضراً ما بتوليكم، فإن وباله عليكم، أو بالإهلاك الذى تسببتم فيه، فإن وجودكم وعدمه سواء عنده، وقرأ ابن مسعود بحذف النون لأنه يقرأ بجزم يستخلف، فتكون الهاء على قراءة بلا صلة، أعنى بدون واو تمد به، لأنها تلى الواو وهو ساكن. { إنِّ ربِّى عَلى كلِّ شىءٍ حَفيظٌ } رقيب، فليس شئ من أعمالكم يفوته.