الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ تِلْكَ مِنْ أَنْبَآءِ ٱلْغَيْبِ نُوحِيهَآ إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَآ أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـٰذَا فَٱصْبِرْ إِنَّ ٱلْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ }

{ تِلْكَ } أى قصة نوح، والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ويجوز أن تكون الإشارة إلى هذه الآية المتضمنة قصة نوح { مِنْ } للتبعيض { أنْباءِ الغَيْب } أى من أخبار الغيب وهو خبر المبتدأ الذى هو تلك. { نوُحِيها إليْكَ } خبر ثان أو حال من أنباء، وها عائد إلى تلك، أو الخبر ومن أنباء حال من ها فى نوحيها، أو متعلق بنوحى فتكون للابتداء. { ما كُنتَ تَعْلمها أنتَ ولا قَومُك مِنْ قَبلِ هَذا } أى هذا الزمان، أو هذا القرآن، فإن كانوا علموها فما علموها بتفصيلها الذى فى الآية، وعلى كل حال ففى ذكر القوم إشارة إلى أنه إذا لم يعلموها، مع كثرتهم، وكثرة سفرهم، والتقائهم بأهل الكتاب والعجم، فكيف يعلمها محمد؟ فما علمها إلا بوحى من الله، والجملة خبر ثالث، أو ثان، أو حال من هاء فى نوحيها، أو من الكاف فى إليك. { فاصْبِرْ } على التبليغ وإذاء قومك كما صبر نوح { إنَّ العَاقِبةَ } الكاملة وهى فوز الدنيا والآخرة { للمتَّقينَ } عن الشرك والمعاصى، والجملة تعليل.