الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِيۤ إِنْ أَرَدْتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ ٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }

{ ولا ينْفَعكُم نُصْحى } وسكن الياء غير نافع، وأبى عمرو { إنْ أردْتُ أنْ أنصَح لكُم } جواب هذا الشرط محذوف مدلول عليه بقوله { لا ينفعكم نصحى } وجملة هذا الشرط والجواب دليل للجواب المقدر لقوله { إنْ كانَ اللهُ يُريدُ أنْ يغْوِيكُم } فكأنه قيل إن كان الله يريد أن يغويكم، فإن أردت أن أنصح لكم فلا ينفعكم نصحى، فلو قال رجل لزوجته أنت طالق إن دخلت الدار، إن كلمت زيدا، فدخلت ثم كلمت لم تطلق، لأن مجموع ما قيل قوله إن كلمت زيدا دليل الجواب، فكأنه مذكور بعده كذا ظهر فى بيان كلام القاضى، وإنما قال إن أردت، ولم يقل إن نصحت لكم إشارة إلى أنه إذا أراد الله إغواء أحد فلا ينفع فيه شئ، حتى إذا أردت نصحه ينبغى أن لا يكون، لأنها تؤثر، ولكن الله أبهم إرادة الإغواء، وإلى أن إرادة الله تغلب إرادة غيره، وخلاف إرادته محال، وإرادة الله تتعلق بالإغواء كما هنا وبالإرشاد، وإغواءه خذلانه لا جبره، وقيل المراد من الإغواء هنا الإهلاك، من غوى الفصيل إذا تخم باللبن فمات، ويحتمل أن يريد صاحب هذا القول الإغواء بمعناه المذكور أولا، فإن الخذلان يؤدي إلى الهلاك. { هُو ربُّكم } مالككم يفعل ما يشاء ولا تخرجون عن سلطانه { وإلَيْه تُرجَعُون } بالبعث للحساب.