الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ يٰنُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ }

{ قالُوا يا نوحُ قَدْ جَادلْتَنا } خاصمتنا، وقد يقال من جانب الاشتقاق إن المعنى قد خاصمتنا خصاما يشبه الطرح على الجدالة، وهى الأرض، والظاهر عندى أن ذلك مجمل فصله بقوله { فأكْثَرت جِدَالنا }. ويجوز أن يراد " بجادلتنا " شرعت فى جدالنا، وبقوله { فاكثرت جدالنا } أنك بعد اتشرع فيه أكثرت من أفراده، أو من أنواعه، وقرأ ابن عباس رضى الله عنهما فأكثرت جدلنا بفتح الجيم والدال، وترك الألف { فأتِنا بما تَعِدُنا } الرابط محذوف منصوب، أى بما تعدناه، أو تعدنا إياه، لأن الوعد يجوز تعديه لاثنين، وهذا أولى من تقديره مجرورا بالباء لاختلاف متعلقه الباءين، والمراد بما تعدنا من العذاب { إنْ كُنتَ مِنَ الصَّادقينَ } فى دعوى الرسالة والعقاب على تكذيبها فإن مجرد جدالك لا يؤثر فينا.