الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ إِنَّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }

{ ولَقَدْ أرْسَلنا نُوحاً إلى قَومِه إنِّى لكُم نَذِيرٌ مُبينٌ } مخوف بالعقاب لمن خالف أمر الله، واضح التخويف، أو موضح لموجبات العقاب، والجملة مفعول لقول مقدر مستأنف، أو قال إنى أو لقول حال مقدر أى أرسلناه إليهم قائلا إنى أى ناويا أن يقول إذ وصلهم إنى، وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائى أنى بفتح الهمزة، أى بأنى كذا قالوا وليس عندى بشئ لمقام الياء والكاف فى { إنى لكم } إذ لا معنى لقولك أرسلنا نوحا إلى قومه بإنذارى لكم، مع أن ياء إنذارى لنوح، اللهم إلا أن يقال ذلك على طريق الالتفات من الغيبة إلى التكلم والخطاب، بل هذا لا يصح التفاتا بالنظر إلى التكلم إلا على طريقة السكاكى، حيث كان مقتضى الظاهر أن يقال إنه لهم نذير، لا على طريق الجمهور، لأن ضمير التكلم ليس من جملة الكلام له، وهو الله سبحانه وتعالى، بل لنوح عليه السلام، مع أنه لو كان لله لم يكن التفاتا لتقدم التكلم فى أرسلنا.