الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }

{ الَّذينَ } نعت للظالمين، أو يقطع أو مبتدأ خبرهأولئك لم يكونوا } الخ { يَصدُّون } يعرضون أو يمنعون الناس { عَنْ سَبيلِ اللهِ } دينه { ويبْغُونَها } أى يطلبون سبيل الله، فإن السبيل يذكر ويؤنث. { عِوَجاً } أى ذات عوج، أو معوجة بالزيادة والنقص، ولا يطلبونها مستقيمة كما هى، أو الضمير عائد إلى مطلق السبيل على طريق الاستخدام، وعوجا حال على الوجهين، أو يبغونها بمعنى يصفون سبيل الله، أو يطلبونها بعوج، فعوجا منصوب على نزع الباء، وكذا إن قلنا إن المعنى يبغون أهلها بالارتداد، فإنه من جملة عوج الذى هو الانحراف عن الحق، وذلك بقهر من قدروا عليه وبإلقاء الشبه، ولك أن تجعل عوجا بدل اشتمال من محذوف، أى يبغون أهلها عوجا، أى عوجا لهم أو منهم، فحذف الرابط، أو نظر إلى أن المعنى أن يعوجوا، أو أن تجعل الضمير على نزع الخافض، وعوجا مفعول أى يطلبون لها عوجا أو لأهلها عوجا، أو يبغون على أهلها، أو يبغون عليها بالعوج شبهت بمن يبغى عليه باغ، ويجاوز الحد فيه. { وهُم بالآخِرةِ } متعلق بكافرون { هُم } تأكيد لفظى { كافِرُونَ } والجملة حال، وأكد كفرهم بقوله { هم } لتوغلهم فيه، فإنه ولو كان فى الاطصلاح توكيدا لضمير الأول لكنه فى المعنى تأكيد للكفر.